الاثنين، 6 ديسمبر 2010

بلدة عمر

اليوم الأول:أمسك عُمر بالقلم وبدأ يخطّ رسالته"أمي حبيبتي، أعلمُ بأن فراقي سبب أحزاناً كثيرة ولكنها الحياة، حيثما أجدُ ذاتي سأكون حتى اجعلك تتلألئين فخراً بي، اشعر بان البلدة الجديدة جميلة ومناسبة، سأحدثك عنها في الرسالة القادمة، احرصي على سلامتك،ابنك:عمر"، ثم أمسك بالرسالة ووضعها في الصندوق.



اليوم الثاني:كتب عمر"صباح الخير على أجمل عينين، أشعر وكأن الأرض تتراقص فرحاً لفرحتي، وكأنني نسرٌ أحلق في الفضاء، تم تعيني اليوم في شركة كبيرة تخُص مجال دراستي، اخيراً سأجد فرصة لتحقيق أحلامي، الجميل أنهم يؤمنون بي، يقولون انهم يؤمنون بالحديد فكيف بالإنسان،ولقد وفّروا لي سكناً راقياً، كم أنا محظوظ يا أمي،قبّلي يديكِ عني، ابنك:عمر".


اليوم الثالث:بغبطة امسك قلمه وبدأ"لن تصدقي ما سأخبرك به يا أمي، في غضون شهر واحد تمت ترقيتي إلى مدير فرع، قلت لهم أنني صغير في العمر، فقالوا:ولكنك كبير في الكفاءة، آه كم أغبط نفسي على هذا البلد يا أمي وكم أحزن على خسارة بلدي، ابنك:عمر".


اليوم الرابع:وهو يتمتم أغنياته الخاصة كتب"عمر في بلاد العجائب، لا تتعجبي يا أمي ولا تضحكي اشعر انني في بلاد العجائب، أُعجبت بإحدى العاملات تحت ادارتي،صارحتها باعجابي فقالت:إن أردت التسلية فقد اخطات الاختيار، وإن أردت الزواج فصارح والدي باعجابك، صدمتني تلك الفتاة يا أمي، كم تمنيت شريكة ناضجة وناجحة وعفيفة وقد وجدتها، ذهبت إلى والدها وانا على يقين بالرفض، ولكنه الآخر فاجأني،قال:سأسأل عن دينك وخلقك أولاً، قلت وكم هي حدود مهوركم، قال:ليست ابنتنا اغلى من بناترسول الله، فقد كن اكثر النساء بركة وايسرهن مؤونة، لذلك لا تقلق ثم ابتسم، اليست هذه بلاد العجائب يا امي، كم هي بالية عادات القوم في بلدي، سلميلي على العائلات اللاتي رفضن تزويجي وقولي لهن أن عُمر ذو الدين والخلق قد وجد حوريته، هنيئا لكم بعمر آخر ذو مال ونسب ولتترب أيديكم".


اليوم الخامس:كتب"صباح الخيرعلى قلبك الطاهر، لن ارسل لكِ غداً لأنني مشغول باعادة بناء جزء من الصورة المستقبلية للبلد، نسيت ان اخبرك بأن هذه البلد تصدر في كل خمس سنوات صورة مستقبلية مدعومة بخطط استراتيجية ليعلم الناس الوجهة ويتبنون الحلم، انهم يحترمون الانسان يا أمي، يجب عليّ احترامهم والمساهمة في انجاح خططهم وسأرسل غداً برؤيتي للملك حسن، عمر".


- تفضل، هذه رسالة عمر الأخيرة.


- كم يستهويني عمر.


- يستهويك لأنه نصبَك ملك؟ د.حسن لا تنسى أنه مريضك، أشعر بأنك تتهاون في علاجه.


- اخبريني يا سعاد، كيف لأجنّ العاقلين أن يعالج أعقل المجانين!!


إن علاجه جريمة"تحويل عاقل الى مجنون"!


اليوم السادس:سعاد، اعطي هذه الرسالة لعمر، الرسالة"تسعدني مقابلتك غداً في الساعة السادسة مساءاً لمناقشة رؤيتك، الملك حسن".


اليوم السابع:اجتمع عمر والملك حسن وتناقشا حول الرؤية ثم انصرفا الى سريرين أبيضين متباعدين ليكتب
حسن إلى الرعية وعمر الى والدته!!




هناك 8 تعليقات:

  1. صراحة القصة رائعة جدا
    وتصف الامور الشائكة في حياتنا
    السؤال هل يجب ان اكون مجنونة كي انعم بالذي ينعم به عمر؟؟
    اذا كان جوابك نعم فيا ليتني كنت مجنونة:)
    اهنييكي على هذه القصة وهي بالفعل تستحق جائزة!
    بانتظار المزيد من القصص!

    ريم لبني!

    ردحذف
  2. قصة جميلة جداً .. لم أتوقع أن تحمل بين طياتها معاني أخرى أو مؤوّلة .. أو بالاحرى لم أفتش عن معاني اخرى .. ربما لأنني غفلت عن هوية الكاتبة لوهلة ..
    ^_^
    جميلة جداً شخصية عمر .. والدكتور حسن أيضاً
    أضحكتني جداً ..
    دعي عمر يدلنا على طريق هذه البلدة .. ربما الطريق الوحيد إليها .. أن نجن نحن أيضاً
    جداً رائعة ماشاالله .. احتفينا دائما وما ننحرمش من ابداعاتك

    ردحذف
  3. simply brilliant
    beautifully written
    a crucial point is that 3omar lives in his own world that he created, which we each should be inspired to do the same, but what's more important in the story is that there is a person who allowed him to the right to have his own word, not to say anyone has the power to not allow this great privilege, because that would be you, but life becomes far more easier if you had someone like that in your life

    well-done
    please never stop giving us the pleasure of peaking into the worlds of your creation

    you are dr. 7asan, we are 3omar, and this web page is our town
    or we are dr. 7asan you are 3omar and this web page is our town
    whichever one feel more appropriate

    ردحذف
  4. كيف لأجنّ العاقلين أن يعالج أعقل المجانين!
    بصراحه مرره حلوه وكانت بانسبا ليا صدمه وانا بقراءها يعني لازم نتجنن علشان كل حاجه تكون مزبوطه
    انا لو من لجنه الحكم حعطيكي المركز الاول :)
    اخر حاجه قصتك فيها إحسان
    مزيد من التقدم :)

    ردحذف
  5. حبيبتي ريم ..
    ستنعمين بأكثر مما ينعم به عمر ..
    لأن فيكِ الجنون الجميل .. الجنون المتمرد
    الطاغي على بؤس واقعنا ..
    ارجوكِ اقبليني مواطنة صالحة في بلدتك X:

    ردحذف
  6. وئام ..
    أضحك الله سنك دائماً ياغالية
    تسعدني القراءات المختلفة للنص ..
    نعم .. نحتاج إلى الجنون بقوة ..
    دون أن ننسى نقطة الرجوع إلى العقل..
    ما رأيك في أن نمزج بينهما؟؟
    فنحلم بعقل مجنون ونتعامل بجنون عاقل ..
    أسعدني تعليقك .. :)

    ردحذف
  7. عبد الرحمن خوج
    سعيدة جداً بتواجدك هنا ..
    اخجلني ثناؤك .. واعجبتني قرائتك للنص ..
    استمتعت كثيراً بتحليلك له.. وكأنني أقرأ
    أفكار جديدة ومعاني جديدة لم يسبق لي احتوائها ..
    مبدع أنت في طرح آرائك :)
    مرحّبٌ بك هنا في بلدة " نقطة " على الدوام ..
    ليس لأنك تشبه عمر أو د.حسن ..
    أنت عبد الرحمن .. وهذا يكفي :)
    شكراً لك يا أستاذي على ردك الجميل ..

    ردحذف
  8. صاحب/ـة الرد الرابع ..
    اشعر بأنني فزت بالجائزة الأكبر وهي اعجابكم بها..
    شكراً لمشاعرك النبيلة ..
    شهادتك لها بالـ "احسان" وسام اعتز به ..
    اكرمني بوجودك الدائم هنا :)

    ردحذف

عزيزي القارئ .. رأيك محط اهتمامنا وتقديرنا .. فأكرمنا به.