الاثنين، 1 أبريل 2013

تلك الحمراء في الجادة المجاورة




وحدها .. 
تجلس على صوفة حمراء ..
ينسدل على كتفيها شال قد حِيك من الصوف الاحمر .. 
تلمع اظافرها بطلاء احمر .. 
بين يديها كوب احمر .. 
تتصاعد ادخنة القهوة على وجهها 
و كأنها ضوء خافت يكشف عن حمرة وجنتيها و شفتيها .. 
من اين لها كل هذه الحمرة .. ؟
أيٌ صقيع ذاك الذي عصف بها .. فخطف سمرتها المسكرة 
و البسها رداء احمر لا يرى منه سوى زرقة العروق الثائرة 
على ظهر كفيّها ..؟
أو أي زمهرير ذاك الذي ضمّها بقوة اليه .. 
صهرها .. ثم تركها تغلي في حمرتها و رحل؟ 

جامدة هي .. 
عينيها مصوبتين نحو النافذة .. 
لا تتحدث 
لا تتنفس 
لا تلتفت  
هل ثمّة قادم من هذا الصوب؟ 
ربما كان مودِّع ! 

تتألم بعمق ..  
تتجمل بالصمت  
و تسرح
موج محبوس في عيناها 
تأبى له جزراً أو مداً ..  

شلال أسود منحدر من أعلى جبهتها 
حتى حقل الكادي في رقبتها 
يعبث وحده .. 
يحضن نسمة .. 
يجري معها .. 
ثم يعود .. 
يقبل اطراف اصابعها و ينام على كتفيها .. 

لحزنها عتمة 
اطفئت ضوء القمر .. 
و ابت ان تفضح اسراره انوار الفجر 
و تعبدت في محرابه كل نجمه ..  
و لأجله تلت العواصف 
في قدسية ترانيم السكون .. 

يا ايتها المتوشحة بآلام الاحمر 
وجنون الاحمر 
و عنفوان الاحمر 
و خجل الاحمر 
قولي بالله عليك ما سرّ الاحمر .. 
انا لا افهم .. 
اخمدي حيرتي التي ارّقت قلبي 
و جسدي الذي يأبى  إلاّ الوقوف أمام شرفة
تلك الحمراء .. في الجادة المجاورة .. 
اتسمعيني؟ 
أتريني؟ 

في كل يوم اقف امامها 
امعن النظر فيها 
احدثها 
ارسل لها قبلا و ورداً و باقة عشق  
ارسم لها في الهواء قلوباً مخلصة .. و احلاماً ملونة 
و قصاصات ورق .. فيها "انّي اُحِب "
و لا جديد .. سوى انها متشحة الاحمر 
كوب القهوة بين اصابعها 
عينيها مصوبة نحو اتجاه واحد 
رحلت منه .. أو رحلت معه 
 ضاعت في الدرب 
أو ضيّعها الدرب 
و لم تعد .. 
 ولم تعد ..


الخميس، 12 يناير 2012

قد أحبــــك !




قُل أحبك في غيايبي  
دعني جاهلة بحبك
دعني في شكّي الجميل
دعني في يأسي وأملي  
ألمح النور المبين ..
دعني في هذا الصباح
أسأل الصورة .. أغني
قولي يا صورته قولي
قولي هل باحَ بحبي ؟! 
قولي يا عينين يا أصفى
من المزن النقي ..
قولي يا أبدع وأبهى
صنع ربي ..  

قولي يا أسهل مبتدى
قولي يا أصعب منتهى
قولي يا أطول رواية 
بلا نهاية ..
قولي يا أجمل قصيدة عشق
يا وجعي وآخر مبتغايا 
قولي ..
 أتستترين بالاجفان ليلاً
لتعانقي في المدى ظلي ؟  
أتبحثين في الأفق البعيد
عن ماكان يشبهني؟   

قولي ياعينيه قولي
أيراني في جمال الكون هذا 
في طلّة قمر
في غنج الزهور  
في طهر الفجر ..  !
قولي يا عينيه قولي .. 
فعيوني أضناها السهر !

قولي يا شفتيه عن ما احتجب
بابتسامه ..   
قولي عن حبّ فريدٍ
يرفض الدنيا
ويبتغي الكرامة ..
قولي يا شفتيه سراً
أهمسي في أذني همساً ..
أيحبني؟؟
هل غنّى باسمي؟  
هل قال أني حبه الأوحد؟
وأن الشوق لي مُتعب؟
وأني أميرة البلدان في قلبه؟
قولي يا شفتيه
هل لمّح بذلك في كلامه؟  

قولي يا صورته قولي
هل يُحبّ العيش قربي؟
هل تمنى ما تمنى معه قلبي؟
هل سيمسح في رحى الأيام دمعي؟
هل سيمضي حاضناً في يدهِ كفّي؟
هل سيحرص على هدايايا .. أيامي وعمري؟ 

قولي يا صورته قولي
قد أحبِّك ..
قولي يا صورته قولي
و أرْوي الظمئان عندك 
أدخليني في غياهيب السعادة
واتركيني          
في صدى الأفراح أرقص ..
جدّدي عهدي بحبه
واخبريني .. قد أحبِّك ..
قولي يا صورته قولي
قد أحبّك .. قد أحبّك !  

---------------------------------------------------- 
أما هذه الخاطرة المتواضعة فإنها إهداء إلى صديقتي الغالية التي عُقد قرانها قبل شهر ..  
وكانت لا تمتلك قبل ذلك إلاّ صورة ممن تقدم ليكمل حياته بها ويكمل حياتها به ..  
وكانت تحدثني عن آمالها وأحلامها ومخاوفها ايضاً حتى امتلئت بها 
وامتزجت روحي بروحها .. وجادت زهورها بهذا الندى .. 
عسى الله أن يوفق بينهما ويرزقهما سعادة ابدية .. 
وعساها أن تقبل هديتي التي لا تليق بمقامها في قلبي .. 

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

ورغم أنهما متوازيان .. يتقاطعا!




الحب والكره، خطّان متوازيان ولكنها كعادتيهما مخالفان تماماً للنظريات والبراهين، إنهما متوازيان و متقاطعان، يبدئان من نقطتين بعيدتين كلّ البعد عن بعضهما، ويقتربان شيئاً فشيئ حتى يتقاطعان في نقطة، تلك النقطة تُمثل القمّة في كليهما، القمّة في كلّ شئ، قمّة الحب في أن لا يودّ المُحبّ إلاّ التفكير في حبيبه، ولا يحبّ من الأسماء إلاّ اسمه، ولا يقرأ إلاّ ماخطته أنامله، ولا يُطرب إلاّ على أنغام صوته، وقمّة الكره أن لا يطيق الكاره التفكير فيمن يكره، ولا يبغض من الأسماء إلاّ اسمه، ولا يحرق من الأوراق إلاّ ما احتضنت احرفه، ولا يصم أذنه إلاّ عن نشاز صوته، فكلاهما عند القمّة يلتقيان في التطرف، وعليهما كلاهما أن يحافظا على ثباتها في تلك النقطة، وأن يحذرا من أيّ انزلاق على تلك القمّة، لأن الإنزلاق من عليها لن يعود راجعاً بمركب الحبّ إلى خط الحبّ وبمركب الكره إلى خطّ الكره، إنما يحدث في الإنزلاق ما يحدث عادة في أيّ خطين متقاطعين، يكمل خط الحبّ طريقه في جهة الكره، ويكمل خطّ الكره طريقه في جهة الحب..! 

أنا لا أخشى من انزلاق الكره .. بل أتمناه .. ولكن ترتعتد فرائصي من مجرد التفكير في انزلاق الحب .. كيف يتحول أحبّ المخاليق إلى أرواحنا إلى أبغضهم لقلوبنها، كيف ينهش الفزع في أماننا، كيف تهلع السكينة في نفوسنا، كيف يغسل الدمع الابتسامة، كيف لليل أن يتجبر على نور النهار؟؟  

لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن نحبّ أحدهم حتى الكره؟ أو كيف نكرهه حتى المحبّة؟ ولكنني أعلم بأنها حقيقة!!

إنها مجرد نظريه وصلت لها بعد تأمل عميق في حال البعض، ربما فيها بعض الصواب والكثير من الخطاً، ثم أن لكل قاعدة استثناء، كحالي أنا، مستثناة تماماً من هذه النظرية، إنني لا أعترف أبداً بخط الكراهية، و الحب عندي يبدأ بقمة، وإما أن يبقى في القمة أو ينزلق في خط الحب راجعاً، ونهايتي في الحب كبداية أحدهم فيه، بداية مغلفة بالغموض والاستحياء والخوف من الانغماس فيه، كمن يقف متردداً على اعتاب شاطئ، أيلقي بنفسه في أحضانه، أم يكتفي بتلك الرعشة الناتجة عن مداعبة أمواجه لأقدامه. و في نهاياتي الأشبه ببدايات أحدهم، أقف مترددة أيضاً، ولكنني أفضل أن أظل في تلك النقطة، أرقب جمال انعكاس اشعة الشمس على ذلك الشاطئ، وأصمت باحترام أمام رهبة الغروب، وأكتب على الرمال : كنت هنا، ثم ارحل باتسامة.  

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

والحب احترق !



رأته محرقاً نفسه بالنار، ناثراً بؤسه وحماقته رماداً حوله، اقتربت منه، أرادت أن تخمد الحريق، بيد أنه سحبها إليه واحتضنها بقوة، فتناثرت أحلامها وآمالها رماداً حولها ..
كان هو أحلامها وآمالها .. !
كانت هي بؤسه وحماقته .. !  


الجمعة، 2 سبتمبر 2011

وفي كفيك أوطاني !




ومهما طال بعدي وارتحالي 
ومهما طال سهدي وانتظاري 
ستبقى أنت في قلبي 
ستبقى أنت لي أملي 
ستبقى حلم .. 
لا بل كلّ أحلامي 


ولو غنيّتني لحناً حزيناً 
سأُطْرِب .. 
ولو أسكنتني منفاً قديماً 
سأحيا .. 
ولو خَطيْتني نصاً بلا أحرف 
سأُقرأ .. 
لأن بدايتي سرُّك 
لأن نهايتي هجرُك 
وفي كفيك أوطاني !   


------------------------------------ 



لهذه الخاطرة مناسبة، فقد كتبتها بعد أن ودعت أحبتني وتركتهم خلفي .. 
وقد ارتئى أمامي وجه أمي .. فأُلهمتُ كتابتها .. 
وانتهيت منها .. وكلّ أوجه أحبتي أمامي ..  
وكلّ حبيب لي وطن! 





27-7-2011 

الخميس، 14 يوليو 2011

سجّل يا تاريخ .. أنا عربي



قبل عام تقريباً كنت اتحدث مع شخص حول العروبة، فقال لي ضمن ما قال أن العرب ظاهرة صوتية لا أكثر،
آثرت أن أنهي معه النقاش لأنه تجاهل صوتي العربي النابع من ايماني بالعروبة ولأنه كفر بذاته .. كفر بعروبته .. !! 

اليوم، وبعد الانتفاضات العربية، وبعد أن أُرخصت الأرواح في سبيل الحرية، وبعد أن تعلّم العالم على يد العرب 
كيف ترتقي الأمم بسلمية، وبعد أن آمن العدو بأن العربي الأصيل ربما يغفوا ولكنه لا يموت رغم محاولاته الجادة لإماتته، أعتقد بأن صاحبنا - الذي ورد ذكره في مطلع التدوينة - يجلس على أريكته أمام شاشة التفاز يستمع إلى الاخبار وقد بدأ يقرقع في صدره الايمان بالعروبة من جديد، ولست واثقة إن ترسّخ هذا الايمان حتى البوح، أو أنه آثر دفن ايمانه ليتنصل من المسؤولية تجاهه .. !! 

ولكنني أؤمن ايماناً شديداً، بأن الكثير من شبابنا اليوم قد محى سطر الأمركة من حياته، ذلك السطر الذي كان يُشعره بأنه لا ينتمي إلى الشطر المتخلف من العالم " العربي "، إنه متقدم ومتحضر ومنفتح - والأصح مفتوح - على الآخَر - أو الآخِر - ، ومما ولّد الإيمان في داخلي بهذا الأمر رؤية الثوّار العرب في المحطات الإذاعية يتبرؤن من أنهم آثروا كنتاكي على التمر والرغيف البلدي، أو آثروا الجينز على الكتّان المحلي، أو آثروا الانجليزية في التعبير عن هويته على العربية ..   

وإنني أرى اليوم .. شباباً يلبسون الجينز .. لأنه مريح لا أكثر .. 
يتحدثون الإنجليزية .. لأن عليهم أن يتحدثوها في موضع يتطلب ذلك لا أكثر ..  
يبتاعون المنتجات الغربية الحديثة .. لا بدعوى التقدم والكمال .. إنما لاحتياجهم لها لا أكثر
ينظرون إلى الأجنبي .. على أنه ليس أفضل منهم انما هو مختلف عنهم لا أكثر ..  
يعتزّون بعروبتهم .. ليس لأنهم ينحدرون من أصل عربي .. بل وأكثر وأكثر 
لأن الخُلق عربي .. و الأصالة عربية .. و الجمال عربي .. و الحرية عربية .. 
وكلّ ما في الوجود مكتوب بحروف عربية .. لأنه أراد سبحانه وتعالى أن يجمع أمر الدنيا والآخرة
في كتاب ونتلوه بلسان عربي .. 

لك الحق أن تعتز بعروبتك يا سليل الكرام لأن أجدادك حينما قدَروا عفوا .. وحينما حكموا عدلوا 
وحينما سادوا حرّروا .. وحينما وُلُّوا انصفوا.. وحينما تعلموا علّموا ..  
ولأنك في زمانك تصنع الإنسان .. وغيرك يصنع آلة لا أكثر .. !! 

لستُ عنصرية أو متعصبة .. إنني عربية حتى النخاع .. 
من حقي أن أتغنى بعروبتي وجمال شمسها حينما تسطع  فتُرى الحياة من خلالها
وروعة قمرها حينما يضيئ فينثر على السهارى عشقاً أصيلاً وفناً مُطرباً .. 
ومن أحقي أن أرى كلّ مافي الوجود جميل .. لأن له أصل عربي ..  

سجّل يا تريخ .. وأكتب بحبر الخلود .. أنني عربية وسأظل عربية حتى آخر رمق في حياتي وبعدها في جنتي .. 
لن تحدّني خطوط رُسمت على خريطة .. أو جواز سفر .. او ناكرٌ لدمّي .. 
نبضي عربي .. و وطني عربي .. وحلمي عربي .. وجنوني عربي .. وعشقي عربي .. وكلّي عربي ..  


اعذروني يا أكارم .. فأنا موشومة بـ " العربي " .. 



  

الخميس، 30 يونيو 2011

كـ قهــوة




خذني واسكبني في فنجان حياتك
قهوة ..
ذوّبني في عتمة ليلك
واشرب منّي كوباً 
واسهر .. 
خذني ..
انثرني في صُبحك 
عطراً ..
أملاً ..
حبراً أصفر ..   

أرشفني من فنجانك
 حتى النصف ..
دعني اتغلغل فيك بلطف ..
دعني أعزف مع اوتارك
لحن أبديّ العزف ..
دعني أسري في وجدانك
نهرٌ رقراقٌ عذب ..
مهلاً  مهلاً .. لا تتعجل ..
فالقلب مليئٌ بالفوضى ..
دعني أرشد قلباً
لم ينعم يوماً بالقهوة ..
 يسأل .. هل قهوتكم مرّة؟
مرّة ..!
إنّا نحن صنعنا القهوة ..
حلوة .. حلوة كقطعة سكّر .. 
رغم السكر ظلّت مرّة ..
فالمُرّ مخلِّدُ للذكرى 
والمُرّ مطهر للجرح 
والمُرّ نقوشٌ لا تُمحى 
والمُرُّ مُبشِّرُ بالفرح 
يا سيّدتي أخشى المُرّ .. !
الخشية مرّة !
يا سيدتي أخشى الأمر ..
حاول مرّة .. !
ولما القهوة؟
للذوبان ..
للإدمان ..
تخلق في صحوك هذيان ..
تُوقِظ في جسدك انسان .. 

يا سيّد سيَّدَتُك خذني ..
واسكبني في فنجانك قهوة
ثم ارشفني ..
واكتبني في شفتك
كلمة
و أحبسني في صدرك
غيمة ..
فأنا في فنجانك وحدك قهوة ..
 ومع غيرك
سائلُ عكر ٍ ..
غصّة ..
عتمة .. !!