الخميس، 28 أكتوبر 2010

حكايا ستي



على زندها أضع رأسي ..

ومن عينيها انسج احلامي ..

في كُلِّ مساء تضمني إلى جوانحها فأرى لمحة من عالم الغيب .. 

سُبحان من حوّل صدرها إلى مرتع حبّ .. ودقات قلبها إلى انذارٌ بالامان ..

تُخلل أصابِعها في شعري .. تُتمتم بالفاتحة ثم المعوّذات ثم آية الكرسي و تنفث عليّ ..

تنظر إلىّ بابتسامتها الهادئة قائلة: تُصبحين على خير ..

كعادة الطفلة المدللة .. تأبى إلاّ سماع الحكايا قبل النوم ..

فتبدأ الجدّة الحنونة بطرح حكاياها المكاويّة اللذيذة .. تقول:

هادي البسة (القطة) جات .. حفرت حفرت اتحَنّت يدها

طالعت لربها كحلها عينها

راحت بيت السلطان اداها (اعطاها) لولو ومرجان

راحت بيت الوزير ادوها موية من الزير (البئر)

راحت للفران اداها حنانة ( عجين بالتمر)

راحت للكلب قالتلو شوف يا كلب .. ايييييييييي

راح الكلب حفر حفر انكسرت يدو

طالع لربو عمالو عينو

راح بيت السلطان دردبوه (اسقطه) من الدرجان

راح لبيت الوزير دقدقوا راسو في الزير

راح لراعي الدكان دقدق راسو في التنك (صفيح من الحديد)

راح للفران دخلو في الفرن !!!  

وبانتهاء الحكاية تتصاعد ضحكاتي .. سائلة المزيد .. والكريم إذا سُئِل أجاب .. وستّي أكثر النساء كرماً ..

ليس كرماً فقط .. بل أكثرهن جمالاً في الوجه والروح .. لذلك أُحب سماع صوتها كلّ مساء، والتّلذُذ بالنظر إلى وجهها قبل النوم، ومرافقتها طوال اليوم .. 

أعشقُ جدتي كثيراً .. وأعشقُ العادة التي علّمتني اياها .. 

أورثتني تلك العادة حبّ القراءة قبل النوم .. وحبّذا ان كانت في رواية ظريفة أو مادّة بسيطة لأجلب الأحلام السعيدة إلى مُقلتيّ ..  وإن لم أجد هذا النوع من القراءة .. فإنني اتجه إلى أحبّ الكتب إلى قلبي ولكنها تُصنف من النوع " الثقيل" فكراً .. وفي العادة تجلب الأحلام المعقدّة التي تُفسد عليّ مسائي وصباحي .. !!

فقررت أن أحكي لنفسي .. كما كانت تفعل ستّي .. في كلّ مساء .. أخلد إلى فراشي .. أتلحّفُّ بلحافي .. أُحصّن نفسي و أقرأ سورة الملك .. ثم أتاكد من السكون حولي .. وعندها أبدأ في الرواية .. إما أروي على نفسي حكايةٌ جديدة من نسج خيالي الفوريّ .. أو أُكمل الحكاية التي بدأتها منذ يوم او اسبوع أو شهر .. وربما سنة ..

أبطال حكاياتي متنوعون .. منهم من أعرفه .. فأقحمه بناء على شخصيته في احدى الحكايات .. ومنهم من لا وجود له على الإطلاق .. ومنهم مزيج بين الواقع والخيال .. وبذلك تتنوع الأحداث وتشتدُّ الخطوب ..  

بعض الحكايا تمتدُّ معي حتى الأحلام .. وبعضها جميل لدرجة أنني ابتسم ثم أودّع أبطالها وأنام .. وبعضها مؤلم يدفعني إلى دفن رأسي في وسادتي وأبكي وأبكي .. حتى أفيق متسائلة إن كانت الأحداث قد وقعت حقاً أم أنها لم تبرح الحكاية .. وبعضها جميلٌ ممتعٌ سلسل .. يُشوّقني إلى مساء اليوم التالي .. 

أشعر بأن في حكاياتي مرتع خصب لفكري الجامح .. أُحِبُّ تجربة العيش في انماط الحياة المختلفة .. أُحِبُّ تعدد المواقف والخبرات .. أُحِبُّ أن أتقمصّ شخصيات مختلفة عني بالكليّة .. في البؤس .. والفرح .. والعمل .. والفكر .. والمنصب .. والأسرة.. لأرى كيف تنظر إلى الحياة وماهي دوافعها لتلك النظرة .. أُحبُّ أن أرى ابطالي في مأزق أو مشكلة  أو خطب ما و اتوق إلى معرفة النجاة بناءً على توجُّهاتهم المختلفة .. أو أأخذهم بيديهم إلى كوامن السعادة .. أُحِبُّ أن أعزف في حكاياتي الحاني الخاصة وأغني أغنياتي التي ما سمعها أحد سواي .. حكاياتي .. احدى عوالمي الخفيّة ..

ثم استيقظ لأجد ستّي في غرفة الجلوس .. تجلِسُ وكأنها الشمس أذنت بطلوع النهار .. أُقبِّل رأسها ويديها .. وأّقُصُّ عليها قليلٌ من الحكايا وأحتفظ بكثيرها لي .. ثم تبادلني حكايتي بحكاية .. وهكذا حتى تنصرف كلتانا إلى ماعليها فعله .. 

ما أجمّلُكِ يا ستّي .. وما أجمل ما اورثتني اياه ..  

وما أعمق الحُبّ الذي دفنتيه في قلبي .. أنفقت منه كثيراً ولم ينضب حتى الآن ..

قُبلة حُبٍ واجلال على جبهتك الطاهرة .. أدامك الله في حياتي "حياتي" ..  

 

 

الأحد، 17 أكتوبر 2010

رحلتي إلى الكويت - الجزء الثاني ( المؤتمر )



11/10/2010هو يوم افتتاح مؤتمر القيادة والتدريب النسائي الأول، وصلنا – اختي وانا - الى قاعة الراية في فندق الكورت يارد ماريوت في تمام الساعة التاسعة صباحاً، وجدنا المنظمات في استقبالنا، مرحبات تارة وموجهات تارة اخرى، اتجهنا نحو احدى الطاولات لنستلم بطاقئنا التي ستعلق في اعناقنا طوال ايام المؤتمر وكأنها تذكير في لحظات السهو لما قدمنا لأجله، وجدنا أ.بثينة الإبراهيم بابتسامتها الهادئة تمد يدها الكريمة لتصافحنا وترحب بنا، وقفت امامها وأخذت احدث نفسي: هذه هي أ.بثينة .. أفي حلم أنا؟ واخيراً أراها أمامي مجسدة وليس على شاشة التلفاز المسطحة .. آه يا أ.بثينة ما اشبهك بالملائكة، اخذنا بطاقئنا ودلفنا الى القاعة، جلسنا بجوار فتاتين بادرتُ بالتعرف على الأولى ثم الثانية، الأولى كانت " بارعة " من الرياض والثانية كانت " اسراء " من الكويت، وبذلك اكتمل رفقاء الرحلة " اسراء وبارعة وولاء وأنا "، لم نفترق خلال المؤتمر إلاّ عند انتهاء اليوم وبعد مرور 13 ساعة نقضيها سوياً، نذهب لننام ثم نعود في اليوم التالي لنقضي 13 ساعة أخرى، أعجبني في هذه الرفقة اهتمامها بالقضايا الاسلامية الكبيرة واشتراكنا في قيمٍ كثيرة، لم نناقش قضايا سطحة بسيطة رغم اختلافنا في بعضها ولم ندعها تؤثر على المساحة الشاسعة المشتركة بيننا، على سبيل المثال ناقشنا نهضة الامة وكيف ستتم، و اختيار الزوج وتربية الابناء، محطات الكفاح والنجاح في حياة كل واحدة منّا، ونقاط كثيرة اثارتها موضوعات المؤتمر او استرجعناها من ذاكرتنا.

بدأ المؤتمر الساعة العاشرة صباحاً، وتزامن مع بدئه وصول د.فايزة الخرافي – اتمنى ان تقرؤا عنها – الراعية للمؤتمر، تقدمت فجلست امامنا، ثم سمعنا صوتاً اتى من آخر القاعة يقول" السلام عليكم"، قلت في نفسي صوته .. انه صوته .. وكيف لا اميّز صوت المعلم والمربي والقائد الفاضل .. د.طارق السويدان، تقدم ليجلس امامنا ايضاً، سبحان من البس هذا الرجل ثوب الوقار وانعم عليه بالهيبة، يجلس امامي أ.بثية و د.فايزة و د.طارق .. يا له من شرف، بدأت احدى الفتيات بالتقديم، قدّمت د.فايزة لتقول كلمتها، ثم أ.بثينة، ثم د.طارق، أيُّ رجُلٌ يُقدم زوجته قبله؟ لا يفعل ذلك إلاّ كريم .. وفعلها د.طارق السويدان. 


أثناء تكريم د.فايزة الخرافي

انتقلنا الى فاصل بسيط ليعقبه أولى محاضرات ودورات المؤتمر، كانت بعنوان " هل يصنع التدريب قادة؟"، قدّم المحاضرة د.طارق السويدان، حيث بدأ بشرح التدريب ومهاراته ومفاهيمه ثم ختم المحاضرة بإجابة عن السؤال .. نعم يصنع التدريب قادة. 

ادركنا فاصل آخر للغداء وأداء الصلاة، ثم انتقلنا للنصف الآخر من المحاضرات، تم عرض ثلاث محاضرات في نفس الوقت وعلى الحضور اختيار واحدة منها وحضورها، اخترت " التدريب النفسي " لـ د.عادل الزايد، كان حضور الدكتور مميّز والقصص التي سردها شيّقة، ولكنني وجدت المادة العلمية فيها شئ من الإعادة، ربما لأنه سبقه ببعضها د.طارق.

أكثر المحاضرات تشويقاً، مع محتوى جديد ومدرب مبدع، انها " التدريب التكويني " لـ د.أحمد بو زبر، ربما لم نسمع بهذا الإسم كثيراً في السعودية، إلاّ أنه متميّز جداً، كان النوم في بداية محاضرته يداعب جفوني، استيقظت من الساعة السادسة صباحأ، وبدأت المحاضرة الساعة السابعة والنصف مساءً، يكاد يغشى عليّ من النوم، إلاّ أن اسلوب المحاضر الممتع، جعلني اتابعه بحماسة وانفض غبار النوم من عيني، التدريب التكويني هو تكوين التدريب – كما فهمته – يتم في عشر خطوات ابتداءاً من تشكيل الفريق إلى تحديد القيم في مؤسسة ما وانتهاءً بتحديد مادة التدريب ثم تقيميها واعادة الكرّة من جديد، كانت الدورة جديدة وفي منتهى الجمال.

اقلتنا اسراء الى الفندق بعد الانتهاء من اليوم الأول، استسلمنا للنوم فور وصولنا، لم أشعر إلا والساعة تصدر اصواتها المزعجة معلنة عن بدأ يوم جديد، وكعادة أهل الكرم .. أهل الكويت، أصرّت اسراء أن تقلنا في الصباح إلى قاعة المؤتمر، رغم ان الفندق قريب جداً من القاعة، اليوم الثاني مميز جداً ومهم بالنسبة لنا سنعرف بعد قليل لما هو كذلك.

التقينا بارعة عند باب القاعة  فوجدنا أ.أسماء التي بادرت بالسلام علينا والسؤال عن احوالنا ثم دخلنا القاعة سوياً، جلسنا في الصفّ الأمامي بكل حماسة استعداداً لمحاضرة " الألعاب في العملية التدريبية " لـ د.أيوب الأيوب، هذه المحاضرة من أكثر المحاضرات خفّةً ومرحاً، علاوة على مضمونها المسلي، أبدع د.الأيوب بأسلوبه الممتع الفكاهي في شدّ انتباهنا ومفاجأتنا بأسرار الألعاب التدريبية .. إليكم مثال: حوّل د.أيوب لعبة الطائرة الورقية ولعبة الكراسي وغيرها من الألعاب البسيطة إلى العاب تدريبيه تحمل مضامين ومفاهيم هامة، كانت تلك من اجمل المحاضرات.

اتبع الفكاهة الجدّ، بعد انتهاء المحاضرة السابقة بدأت محاضرة بعنوان " تقييم التدريب الفريضة الغائبة" لـ د.ناصف عبد الخالق، تحدّث فيها عن اهمية تقييم التدريب، وكيف يمكن قياس فعاليته وما الى ذلك، د.ناصف أضاف قليل من الفكاهة على المادة العلمية الجامدة باسلوبه اللطيف، فردد كثيراً المثل المصري: أحمد هو الحج أحمد ( كناية عن تساوي شيئين ) ثم بدأ بالأمثال الكويتية مثل: إلي في القدر يطلعه الملاّس، واستخدم كلمات كويتية مثل: اش دعوة و ماكو .. هنا ضحكت كثيراً .. لتداخل اللهجة المصرية بالكويتية.  

انتقلنا الى استراحة غداء، كانت طويلة نوعاً ما، فقررنا أن ناخذ قسطا من الراحة في غرفة بارعة بفندق الماريوت لنستعد للمفاجأة والدورة المميزة، كعادة النساء .. تحدثنا كثيراً قبل أن نحظى بنومة لم تتجاوز الثلاثين دقيقة، حزمنا امتعتنا وتوجهنا إلى كافيه، ابتعنا منه قهوة لتساعدنا على التركيز في الدورة القادمة، اعتقد بان القارئ يتسائل الآن .. هل هناك دورة تتطلب كل هذا الاستعداد؟ فأقول نعم .. انها دورة " قوانين صناعة المرأة القيادية" .. محور المؤتمر وأكثر الدورات دسامةً وفائدة .. وأعمقها فكراً محتوى .. ناهيكم عن أنها مقدمة من أبو القيادة د.طارق السويدان، استمرت الدورة لمدة ست ساعات ونصف تقريباً، اخبرنا د.طارق أننا أول جمهور يحضر هذه الدورة، فسعدنا بهذا الشرف، اعطى فيها د.طارق دون كلل او ملل – ماشاء الله – حتى استمر بعد الدورة يجاوب على اسئلة الحضور رغم أن الاجهاد بدا واضحاً عليه إلا أنه جلس على كرسي فوق المسرح وأكمل نقاشه مع الجمهور، كم هو رائع هذا الانسان في عطائه وتواضعه، حفظه الله وكلله برعايته، لم يتمكن منا النوم في هذه الدورة ولا النعاس ولا الارهاق لأن المدرب متمكن من فن الإلقاء والعرض وفن الإقناع مع قوة المحتوى، خرجنا من القاعة بعد انتهاء الدورة والسنتنا تلهج بالدعاء لـ د.طارق والقائمين على المؤتمر.  


د.طارق السويدان وجانب من الحضور

ها هو اليوم الثالث يبدأ، ذهبنا إلى القاعة واصطف الرباعي المرح على الكراسي في الصف الاول أيضاً، اعتلى د.علي الحمادي المسرح ايذاناً ببدء دورة " التدريب بالاستمتاع وفن التأثير على الجمهور"، كانت دورة جميلة وممتعة، استفدتُ منها كثيراً ولعل مضمونها واضح من عنوانها.

داهمتنا استراحة الغداء طويلة الوقت، قررنا بارعة وأنا أن نذهب إلى الراية مول المجاور لقاعة الراية لنتحرك قليلا ونستعيد نشاطنا، وصلنا الى القاعة قبل بدأ المحاضرة التالية بدقائق والتي كانت بعنوان " تكنولوجيا القيادة والتدريب لتطوير مهارات المرأة" لـ أ.د.محمد الألفي، وصف فيها المحاضر العالم الافتراضي وكيف ان المجتمع الغربي استفاد منه، كانت المحاضرة ثقيلة نوعاً ما على الحضور، لأن المحاضر اسهب في أنواع التقنيات وتحدث في امور تتعلق بالمختصين فقط، ولولا أنني من المختصين في الحاسب الآلي لدخلت في سبات عميق، ومن أكثر ما ازعجنا واضحكنا في نفس الوقت أن المحاضر عاملنا وكاننا طلبة، لا يريد حديث جانبي ويريدنا جميعا ننظر إليه، ليس في رأيي تقليل من شأن المحاضر الكريم أو المادة العلمية، هي مجرد وجهة نظر.

انتقلنا إلى المحاضرة الأخيرة في اليوم الثالث، كان المحاضر البشوش طيب الذكر أ.ناصر المانع، حدّثنا عن " إدارة الرأي العام ودورها في صناعة الرموز"، المحاضرة كانت جديدة ورائعة بكل الماقاييس، كشفت لنا المستور وعلّمتنا ما يدور " تحت الطاولة" ، احببتها جداً، ولكنني وصلت فيها إلى قمّة الإرهاق، انتهت المحاضرة على الساعة العاشرة مساءً.. ذهب الى الفندق لأنام بملابس المؤتمر دون وعيٍّ مني.

اليوم الرابع .. هو اليوم الأخير .. طلبت منّا أ.بثية الحضور مبكراً لأن فعاليات هذا اليوم مختلفة، حيث تم تقسيم الحضور إلى 6 مجموعات كل مجموعة تحتوي على 26 عضو، كما وضعت 6 زوايا تدريبية عملية في مجالات مختلفة ويطلب منها تنفيذ مشروع في كل زاوية من الزوايا.. الزوايا هي:

فن الحوار والإقناع .. بإشراف: د.أيوب الأيوب – د.مصطفى أبو السعد 

المطلوب: الرد على قضية ابتدعها د.أيوب أن المرأة تصلح للإدارة دون القيادة.

فن الالقاء والعرض .. بإشراف: أ.عبد الله الحجرف – د.خالد المريفع

المطلوب: اعداد مقدمة ومحتوى وخاتمة لموضوع المرأة المدربة.

مهارات تحليل الواقع .. بإشراف: د.سعاد البشر

المطلوب: تحليل مشكلة تم طرحها من قبل المشرفات.

اختيار المشاريع الناجحة .. بإشراف: أ.منذر المعتوق 

المطلوب: اختيار فكرة مشروع، ثم القيام بدراسة للسوق والإمكانيات الفنية والإدارية ثم اعداد ميزانية.

اعداد وتقديم برنامج تلفزيوني .. بإشراف: أ.يعرف بو رحمة – أ.نبيل المساعفة

المطلوب: تقديم فكرة لبرنامج تنبثق من هاجس معين، ثم تحديد مدة البرنامج ودورة عرضة وانتاجه.

التفكير الإبداعي ومشاريع النهضة .. بإشراف:د.طارق السويدان – أ.ناصر المانع 

الطلوب: تقديم فكرة ابداعية لمشروع يخدم الأمة الإسلامية باكملها وليس بلد واحد.

 

الجميل والمبدع في الموضوع أن كل المجموعات الستة تدور على الزواية الستة بشكل متتابع ومتزامن، ولكل زاوية وقت محدد وهو 20 دقيقة فقط، تخيلوا معي 20 دقيقة لايجاد فكرة مشروع أو برنامج أو اعداد رد وما إلى ذلك، مع مجموعة كبيرة مكونة من 26 فرد، كان ذلك بمثابة التحدي الكبير، واخبرنا د.طارق أنه قال لـ أ.بثينة أن الموضوع شبه محال، لانه من الصعب أن يتفق 26 فرد على أمر واحد مع التخطيط والتنفيذ خلال 20 دقيقة، ولكن الفكرة كانت ناجحة جداً وفعّالة، حوّلنا المعارف التي اكتسبناها الى سلوك ومهارات، بعد انتهاء الوقت اصطف المشرفون جميعاً ليقيّموا أداء كل فريق ويعلنوا عن النتيجة، استنفدنا من تقييمهم كثيراُ وفازت بالمركز الأول مجموعتان، ثم التقطنا صورة جماعية مع المشرفون. 

صورة للمشرفين أثناء التقييم 


جانب من الحضور خلال التقييم  


صورة جماعية

توجهنا بعد ذلك الى الغداء، وتحاورنا كثيراً حول فرق العمل وأسباب القوة والضعف في الفريق، كان الحوار ثريٌّ جداً، ثم توجهنا إلى بهو الفندق وجلسنا نتحدث مع الخلوق جداً د.مصطفى أبو السعد، ثم توجهنا إلى القاعة استعداداً للفقرة التالية والتي كانت حوار مع رموز نسائية وهن: د.فايزة الخرافي ( الكويت)، أ.أفنان الزياني ( البحرين )، أ.منى أبو سليمان ( السعودية )، وكانت المحاورة هي الرائعة أ.أسماء الصباح، استمتعت كثيراً بحديثهن، خاصةً د.فايزة الخرافي صاحبة الخبرة الطويلة والكفاح المستمر، تحدثت عن الحجاب و عن المرأة المسلمة في الخارج، اثلجت صدري بحديثها اثلج الله صدرها بالإيمان.

وهاهي آخر فعالية من فعاليات المؤتمر تستعد للبدء، سبحان من جعل الختام مسك، مسكٌ في ورشة العمل ومسكٌ في المدرب، كانت ورشة عمل بعنوان " كيف تصبحين نجمة في مجالك" للكوكب الدرّي د.طارق السويدان، اعجبتني جداً هذه الورشة، حيث ان المنهج وُضع من قبل د.طارق فقط، بفكرة الخالص، دون تدخل مرجع أو كتاب، وتميّزت ايضاً بوجود معايير يمكن قياسها لمعرفة مدى النجومية التي حققتها، وبذلك تكون انتهت آخر فعاليات المؤتمر.

اعتلت أ.بثينة الابراهيم المسرح شاكرة للحضور، فاجأتنا بفيديو قصير تم اعداده، يحتوي على صور لنا خلال ايام المؤتمر، ما ان بدأ بثه حتى امتلئت اعيننا بالدموع، ولكننا مسحنا دموعنا لأنه لا وقت لدينا للبكاء، فلدينا الكثير لنقوم به، ذهبنا للسلام على أ.بثينة ثم د.طارق ثم أ.أسماء ثم باقي الطاقم، وسلمنا على بعضنا نحن الحضور وتبادلنا أرقامنا و بريدنا الاكتروني، عانقنا بعضنا بحرارة، عازمين على النهضة، توهجت اعيننا بالإصرار والحماسة، لأننا سنكمل الطريق كلاً حيث ولاه الله وملتقانا الجنة ان شاء الله ..

شكراً أ.بثينة وشكراً لشركة الإبداع الأسرية التي اتاحت لنا حضور هذا المؤتمر الرائع وقضاء ايام اكاد اصنفها من أجمل أيام حياتي ..   

لمزيد من المعلومات والصور إليكم موقع المؤتمر:

http://www.ltc4w.com 

لمن يرغب في معلومات أكثر عن احدى المحاضرات أو الدورات، الرجاء ارسال اسم المحاضرة وسأزوده بالمادة العلمية ان شاء الله.

السبت، 16 أكتوبر 2010

رحلتي إلى الكويت-الجزء الأول


قبل يومين كنت في رحلة إلى الكويت الحبيب، رحلة قصيرة في الوقت ولكنها طويلة وثرية جداً في الفكر والعلم، كنت هناك لحضور مؤتمر القيادة والتدريب النسائي الأول لشركة الابداع الأسرية، لديّ الكثير لقوله وقصّه، في كل يوم حكاية بل في اليوم الواحد أكثر من حكاية وأكثر من تجربة وخبرة، سأبدأ بحديثي عن المؤتمر – لأنه المفصل الرئيسي للرحلة – ثم انتقل إلى ما قبل المؤتمر وما بعده ابتداءاً من الترتيب للرحلة وصولا إلى الكويت والسياحة فيها وانتهاءاً بمطار الملك عبد العزيز بجدة. 

إذا بحثنا عن الإبداع سنجده في فكرة المؤتمر .. لأول مرة في وطننا العربي يعقد مؤتمر يخص النساء فقط .. حضوره نسائي بحت .. وكم اكسبنا ذلك حرية وانطلاق وشعور اكبر بأن المرأة لها كيان ومكانة ولها وجود وحضور، ثم تكتمل الفكرة بموضوع المؤتمر ليصبح بدراً كاملاً في سماء الإبداع، القيادة والتدريب .. هُمّشت المراة كثيراً في المجاليين السابقين .. فلم نعد نجد المرأة المسلمة قيادية أو مدربة إلاّ ما ندر، وذلك على عكس ماكانت المرأة عليه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم – والأمثلة كثيرة على ذلك - فجاء المؤتمر ليعيد للمرأة مكانتها ويقول لها بابتسامة أمل مشرقة، مصافحاً فكرها ،انطلقي بمنهج الله وعلى بركة الله .. 

قد يقول أحدهم ممن سمع عن المؤتمر بأن المرأة لا تصلح للقيادة .. سأقول له على الفور في وجود الحقائق تبطل الفرضيات، والحقيقة هنا وجود نموذج واضح للمرأة القيادية تمثل في شخص أ.بثينة الابراهيم رئيسة شركة الإبداع الأسرية وصاحبة فكرة المؤتمر والقائمة عليها .. استطاعت ان تقود فريقاً متميّزاً من اجل فكرة "المرأة القيادية" .. جازفت كثيراً وواجهت تحديات كبيرة ولكنها ظلت صامدة حتى حوّلت الفكرة الى واقع وترجمت الحلم الى امل استقر في قلوب الحاضرات .. نعم هذا زمان المرأة القيادية .. في منزلها .. في عملها .. في حياتها كلها .. ولو رأيتم ما رأيت من حسن تنظيم وجهود جبارة وتعامل في رقيٍّ واحترام ،وروح جميلة من المحبة والتفاني والعطاء تمثّلت في القائمات على المؤتمر، لوقفتم لهن وقفة احترام واغدقتم علين الثقة اغداقاً، هن لم ينتظرن أن نغدق عليهن الثقة، بل كسبنها وانتزعنها انتزاعاً، نظّمن المؤتمر فلم أشعر بنقصان أو خلل، رغم الضغوط عليهن وساعات عملهن المتواصلة إلاّ انني أجدهن دائما مبتسمات، مصافحات، معتذرات قبل وقوع الخطأ و مسامحات رغم الزلل، اخترن للمؤتمر ارقى الفنادق في الكويت وعملن على توفير راحة تامة للحضور وجلبن اهم الشخصيات القيادية والتدريبية لتعطينا من فيض علمها، ولو أنهن فرشن لنا حصيراً في شوارع الكويت تحت الشمس الحارقة لاستمتعنا بوجودنا معهن ولظللتنا متانة العلم وعمق الفكر الذي كان يُصبّ علينا صباً بكل كرم وسماحة، بعد ذلك هل مازال يخالج احدهم شك بأن المرأة لا تصلح للقيادة؟؟  


الشيخة أسماء الصباح .. نائبة أ.بثينة الابراهيم، جعلتني احلّق فرحاً بمعرفتها، اكتب عنها الآن واتذكر وجهها البشوش المبتسم .. وعينيها الممتلئتين بالحماسة والعطاء .. وهامتها الشامخة بتواضع .. لم يغنها لقب " شيخة " عن مساهمتها الفاعلة في المجتمع واحساسها بالمسؤولية تجاه المرأة فترجمت ذلك الى افعال مشرفة رأيت بعضها في المؤتمر .. تذكرني كثيراً بالفراشة .. لها من جمال الصفات ما يشبه الوان الفراشة .. تجوب قاعة المؤتمر بخفة ورقة لتحدّث تلك أو تصافح الأخرى أو تسأل عن أحوالنا في كل صباح، فتدور اعيننا معها ونقول: ماشاء الله لا قوة إلا بالله .. حفظك الله يا أ.أسماء ..   


الحاضرات الكريمات من كلّ الدول العربية .. بيننا سوياً جسوراً من المحبة والاخاء اتشرف بها جداً .. كما اتشرف بأن مجموعة كبيرة من الحاضرات من السعودية .. هذا نذير بشرى وخير لهذه البلاد الطاهرة ان شاء الله ..


كانت تلك مقدمة لتدوينتي القادمة .. التي ستدور حول مادة المؤتمر وختامه، اعتذر ان اطلت ولكنني اردت ان تعيشوا معي تلك الأيام وترونها رؤيا العين .. واعتذر للقائمات عن المؤتمر لأنني اختصرت جهدن المبارك بإذن الله في كلمات بسيطات ..