الثلاثاء، 15 فبراير 2011

أكبر من أن يصفه عنوان ..

أكتب اليوم عن رجل متفرد، متميّز .. أكبر من أن يصفه عنوان، وأعمق من أن تحتويه الكلمات ..
إن أردت معلماً حذقاً.. وجدته استاذاً بارعاً 
أو أردت شيخاً جليلاً.. وجدته عالماً فاضلاً 
أو أردت صديقاً قريباً .. وجدته مخلصاً وفياً 
أو أردت كاتباً صادقاً.. وجدته صريحاً نزيهاً 
تجد فيه حنوا الجدّ وحكمته، وصرامة الأب وحرصه، وقرب الأخ وأنسه. 


إنه  الفاضل الكريم الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عليه..   



الشيخ عليّ نعمة من نعم الله على أهل الدنيا، أعطاهم ايّاها وبارك فيها واكرمهم بعدم زوالها، لقد رحل عنّا بجسده 
وعاش بيننا بفكره وعلمه وكلماته الخالدة. 
يحبه الكبار ممن عاصروا زمانه، كما يحبه الشباب ممن لا يتذكرون له سوى برنامجه الجميل " على مائدة الإفطار"، ويحبه أيضاً من لم يقرؤا له سوى كتاب أو مقالة ولا يعرفون عنه الكثير.  


بدأت رحلتي الممتعة في مكامن فكره المتراص كعقد منظوم في كتبه منذ خمس سنوات تقريباً، في زيارة لاحدى صديقاتي دعتني  للإطلاع على مكتبتها، وجدت في المكتبة كتاب " من حديث النفس " للشيخ على الطنطاوي، اعجبني اسم الكتاب وموضوعاته، اعارتني صديقتي الكتاب لقرائته، وكانت المرة الأولى على الإطلاق التي أقرأ فيها للشيخ علي والتي انهي فيها قراءة كتاب كامل في اسبوع واحد أو ربما أقل! 
شعرت وكأن سحر تملّكني، إذ ذهبت إلى المكتبة واخذت كتاب " من حديث النفس " ليظل في مكتبتي واشتريت معه مجموعة أخرى من كتب الشيخ عليّ منها: رجال من التاريخ - قصص من التاريخ - مواقف اجتماعية - فصول في الثقافة والأدب .. وكتب غيرها لنفس الكاتب، ثم انهلت عليها قراءة، لم تطل مدّة قراءة الكتاب الواحد لأكثر من أسبوع تقريباً.  
بعض كتبه التي اقتنيها

في كلّ شئ ينتمي إليّ وضعت له كتاب، في حقيبتي، بجوار وسادتي، أسفل سريري، في مقعدي بصالة الجلوس، على حاسوبي الشخصي.. في كل مكان .. حتى السيارة لم تسلم من كتبه!
 كنت أتوق للقراءة إلى شخص يجمع بين الإلمام بأصول الدين و قراءة الواقع قراءة منصفة والإدلاء برأي يجمع بينهما بأسلوب سهل وسلس، ووجدت ذلك في مقالات الشيخ علي. 
الشيخ علي رحمه الله من أكثر أهل الدعوة والثقافة و العلم تأثيراً، مرّ بالعديد من الخبرات والتجارب والمناصب، درس الأدب والفقه واشتغل في التدريس وفي المحاكم، كان مختلطاً بالناس عالماً باحوالهم وهمومهم، كان يعيش بينهم لذلك ابتعد عن التنظير وتبعاته. 
أكثر ما يعجبني في هذا الشيخ الكريم أنه يحترم عقل القارئ، مهما كانت أهمية القضية التي يتناولها أو حجمها، احترام عقل القارئ من اولوياته، يبدأ حديثه أو مقالته بموقف أو قصه أو رأي، ثم يحلل ما طرحه في بادئ الأمر، وأخيراً يعطي رأيه بناءً على أسباب واضحه ومنطقية تحترم عقل القارئ وتدع له الحرية في الاقتناع برأيه أو رفضه بعد فهم الحجّة.   


انتهج نهج العظماء في كتاباته وأقواله، حيث استخدم البسيط من الأقوال والأساليب ليُمثل بها أفكاراً هامّة وقضايا كبيرة، ليفهمه الصغير والكبير والعالم والجاهل، ورغم بساطة اسلوبه إلا أنه كان على قدر كبير من البلاغة والجمال.    


اهتم كثيراً بالأمة الإسلامية وأحوالها بل كانت هي أكبر همومه، أراد للشباب المسلم أن يحملوا همّ نهضتها على عاتقهم 
وأن يتحلّوا بالوسطية، فدائرة الحلال أوسع بكثير من دائرة الحرام الضيقة. 


لذلك أحببت الشيخ علي رحمه الله، أحببت مقالاته وفكره وحديثه، وجدت فيه الصدق ويكفي بالصدق صفة لمحبته، قرأت 80% من اجمالي مؤلفاته وأتوق إلى المزيد وإعادة قرائه ما سبق قرائته.
 غالباً ما أنصح الجميع بالقراءة له، لا مشكلة لديّ في اعارة كتبه أو شرائها واهداها طالما أن ذلك سيساعد في الإستفادة 
من جهوده العظيمة وآرائه القيّمة. 


أتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة في أكثر المؤلفات جمالاً ومتعة وفائدة 
مؤلفات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى :)

هناك 3 تعليقات:

  1. جزاكِ الله خير عزيزتي ^_^
    الله يرحمه ويحسن إليه ويجعل كل حسنة اكتسبها في سبيل نشر كلمة الله مضاعفة أضعاف كثيرة ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
    اللهم آمين

    ردحذف
  2. رحمة الله عليك ياشيخ علي الطنطاوي .. كنت موسوعة لغوية دينيه تمشي على الأرض
    رحمة الله عليه وعلى ايامه
    والله لقد كان فذا ومميزا في حياته وحتى بعد مماته
    اللهم اغفرله وارحمه وتجاوز عنا وعنه واجمعه مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء

    والله ثم والله فقدنا برنامجه آيام رمضان ( على مائدة الإفطار)
    الله يرحمه ويغفر له

    وجزاك الله عنا وعن المسلمين خيرالجزاء.

    ردحذف
  3. الله يرحمه يارب
    كتاب هكذا ربانا جدي جميل جدا ويصف الشيخ علي الطنطاوي الاب والجد والشيخ فاتمنى من الجميع ان يقرؤه

    كتابتك فيها احسان :)

    ردحذف

عزيزي القارئ .. رأيك محط اهتمامنا وتقديرنا .. فأكرمنا به.