السبت، 16 أكتوبر 2010

رحلتي إلى الكويت-الجزء الأول


قبل يومين كنت في رحلة إلى الكويت الحبيب، رحلة قصيرة في الوقت ولكنها طويلة وثرية جداً في الفكر والعلم، كنت هناك لحضور مؤتمر القيادة والتدريب النسائي الأول لشركة الابداع الأسرية، لديّ الكثير لقوله وقصّه، في كل يوم حكاية بل في اليوم الواحد أكثر من حكاية وأكثر من تجربة وخبرة، سأبدأ بحديثي عن المؤتمر – لأنه المفصل الرئيسي للرحلة – ثم انتقل إلى ما قبل المؤتمر وما بعده ابتداءاً من الترتيب للرحلة وصولا إلى الكويت والسياحة فيها وانتهاءاً بمطار الملك عبد العزيز بجدة. 

إذا بحثنا عن الإبداع سنجده في فكرة المؤتمر .. لأول مرة في وطننا العربي يعقد مؤتمر يخص النساء فقط .. حضوره نسائي بحت .. وكم اكسبنا ذلك حرية وانطلاق وشعور اكبر بأن المرأة لها كيان ومكانة ولها وجود وحضور، ثم تكتمل الفكرة بموضوع المؤتمر ليصبح بدراً كاملاً في سماء الإبداع، القيادة والتدريب .. هُمّشت المراة كثيراً في المجاليين السابقين .. فلم نعد نجد المرأة المسلمة قيادية أو مدربة إلاّ ما ندر، وذلك على عكس ماكانت المرأة عليه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم – والأمثلة كثيرة على ذلك - فجاء المؤتمر ليعيد للمرأة مكانتها ويقول لها بابتسامة أمل مشرقة، مصافحاً فكرها ،انطلقي بمنهج الله وعلى بركة الله .. 

قد يقول أحدهم ممن سمع عن المؤتمر بأن المرأة لا تصلح للقيادة .. سأقول له على الفور في وجود الحقائق تبطل الفرضيات، والحقيقة هنا وجود نموذج واضح للمرأة القيادية تمثل في شخص أ.بثينة الابراهيم رئيسة شركة الإبداع الأسرية وصاحبة فكرة المؤتمر والقائمة عليها .. استطاعت ان تقود فريقاً متميّزاً من اجل فكرة "المرأة القيادية" .. جازفت كثيراً وواجهت تحديات كبيرة ولكنها ظلت صامدة حتى حوّلت الفكرة الى واقع وترجمت الحلم الى امل استقر في قلوب الحاضرات .. نعم هذا زمان المرأة القيادية .. في منزلها .. في عملها .. في حياتها كلها .. ولو رأيتم ما رأيت من حسن تنظيم وجهود جبارة وتعامل في رقيٍّ واحترام ،وروح جميلة من المحبة والتفاني والعطاء تمثّلت في القائمات على المؤتمر، لوقفتم لهن وقفة احترام واغدقتم علين الثقة اغداقاً، هن لم ينتظرن أن نغدق عليهن الثقة، بل كسبنها وانتزعنها انتزاعاً، نظّمن المؤتمر فلم أشعر بنقصان أو خلل، رغم الضغوط عليهن وساعات عملهن المتواصلة إلاّ انني أجدهن دائما مبتسمات، مصافحات، معتذرات قبل وقوع الخطأ و مسامحات رغم الزلل، اخترن للمؤتمر ارقى الفنادق في الكويت وعملن على توفير راحة تامة للحضور وجلبن اهم الشخصيات القيادية والتدريبية لتعطينا من فيض علمها، ولو أنهن فرشن لنا حصيراً في شوارع الكويت تحت الشمس الحارقة لاستمتعنا بوجودنا معهن ولظللتنا متانة العلم وعمق الفكر الذي كان يُصبّ علينا صباً بكل كرم وسماحة، بعد ذلك هل مازال يخالج احدهم شك بأن المرأة لا تصلح للقيادة؟؟  


الشيخة أسماء الصباح .. نائبة أ.بثينة الابراهيم، جعلتني احلّق فرحاً بمعرفتها، اكتب عنها الآن واتذكر وجهها البشوش المبتسم .. وعينيها الممتلئتين بالحماسة والعطاء .. وهامتها الشامخة بتواضع .. لم يغنها لقب " شيخة " عن مساهمتها الفاعلة في المجتمع واحساسها بالمسؤولية تجاه المرأة فترجمت ذلك الى افعال مشرفة رأيت بعضها في المؤتمر .. تذكرني كثيراً بالفراشة .. لها من جمال الصفات ما يشبه الوان الفراشة .. تجوب قاعة المؤتمر بخفة ورقة لتحدّث تلك أو تصافح الأخرى أو تسأل عن أحوالنا في كل صباح، فتدور اعيننا معها ونقول: ماشاء الله لا قوة إلا بالله .. حفظك الله يا أ.أسماء ..   


الحاضرات الكريمات من كلّ الدول العربية .. بيننا سوياً جسوراً من المحبة والاخاء اتشرف بها جداً .. كما اتشرف بأن مجموعة كبيرة من الحاضرات من السعودية .. هذا نذير بشرى وخير لهذه البلاد الطاهرة ان شاء الله ..


كانت تلك مقدمة لتدوينتي القادمة .. التي ستدور حول مادة المؤتمر وختامه، اعتذر ان اطلت ولكنني اردت ان تعيشوا معي تلك الأيام وترونها رؤيا العين .. واعتذر للقائمات عن المؤتمر لأنني اختصرت جهدن المبارك بإذن الله في كلمات بسيطات ..    

هناك 3 تعليقات:

  1. ماشاءالله تبارك الله .. أسعدني كلامك جداً .. وأتطلع لقراءة القادم بكل شوق ^_^
    وفقكِ الله وأنار دربك صديقة عمري

    ردحذف
  2. الغالية وئام .. تمنيّت صدقاً لو أنك معي
    وان شاء الله نسافر سوياً في المرة القادمة :)

    ردحذف
  3. الله يبارك ما شاء الله نتشوق لجديدك .....

    ردحذف

عزيزي القارئ .. رأيك محط اهتمامنا وتقديرنا .. فأكرمنا به.