مازلتُ أشعر أن في داخلي طفلة لم تكبر ..
تجبرني هذه الطفلة على استعادة ايام الطفولة .. ببرائتها .. ونقائها .. ولؤمها أحياناً !
تضحك لانها أرادت أن تضحك .. وتبكي لأنها تريد أن تنام .. تتقرب إلى أحدهم لتخطف من يديه قطعة الحلوى ثم تركض بعيداً .. في واقع الأمر .. هي لا تريد قطعة الحلوى .. إنما تريد أن تلعب قليلاً ..
أكثر ما يجعلني أنظر إليها بفاهٍ مفتوح، أنها تستطيع استخدامي لتحقيق غاياتها، وأنها تفرض رأيها عليّ متجاهلة رأيي تماماً .. كيف ذلك؟ وهي الطفلة وأنا الشابة الناضجة؟؟
نظرتها للحياة .. مازلت تحتلني وتسيطرعلى منافذ فكري.
احدى تلك النظرات، نظرتها لأدوات الزينة " المكياج "، تُجرجني إلى المرآءة، وتدفعني إلى التعامل مع أدوات الزينة على أنها لعبة، وسيلة للتسلية والمرح وتقليد الكبار ليس إلاّ، استسلم لرغبتها، اعبث في وجهي بكل الألوان وبأنواع المساحيق، اضحك واضحك واضحك .. تلومني الطفلة، تريد مني خفض صوتي حتى لا تكتشف أمُّها أننا عبثنا بمساحيقها، أركض نحو أمي التي ينتابها الذهول حين تنظر إلى وجهي .. تتعالى ضحكاتي من جديد .. أهمس بصوت خافت " لا تخافي .. أنتِ محجبة بشابة " !
ينظرون الأطفال إلى مساحيق التجميل على أنها لعبة، لأنهم لا يُصنفون الأشخاص بناء على جمال الأوجهِ و حسن الهندام، إنهم يهتمون بصنيعهم، أفعالهم، ومشاعرهم، إن أقترب منهم أقلّ الناس حظاً في الجمال الخَلْقي، وقدّم لهم الحلوى، وامسك بأيديهم الصغيرة في نزهة قصيرة، وقبّل جبهاتهم الطاهرة، أصبح أكثر الناس جمالاً في أعينهم وأحبهم إلى قلوبهم واكرمهم وأشجعهم وبطلهم الاسطوري الذي ليس له مثيل.
وهنا تكمن احدى نقاطُ خلافي مع الطفلة التي تسكنني، إنها تقبل الأشخاص أو ترفضهم تبعاً لفعلهم، أما أنا فلصورهم عليّ تأثير، نختلف كثيراً في نظرتنا للأشخاص، وفي أغلب الأحيان تنتصر تلك الطفلة المتمردة عليّ، بعد أن تعيرني بصيرتها لأرى بها، سبحان من يُغيرُ ولا يتغير، في لحظةٍ ينقلب قبيحهم في عيني جميل، وجميلهم قبيح، ولولا أن الكمال لله وحده لوصفتهم به، ثم أُبصر من عينيها الصغيرتين بريق الحياة ورغدها وهنائها معهم.
ما زلت في حيرة من أمري ازاء هذه المحتلة الشقيّة .. لها من استعمالي كأداءة لتنفيذ مخططاتها الكثير .. ومن آرائها ما قد يضحك المستمع ويُطرب العقل .. ربما بُحت لكم عن أسرارها الخفية وحكاياتها السحرية في يوم .. ربما..!
في الحقيقة .. لا اعلم إن كان وجود الطفلة داخلي صحي أم هو أزمة " منتصف الشباب " !!
ولا أعلم من التي أرادت البوح بهذه الكلمات .. أنا .. أم هي ؟!
very nice one .. It's soooo true .. I'm dealing with a child sometimes & with a young woman other times
ردحذفreally hahahaha
tell me about it :-P
good one sweetie .. I love it :-D
شئ جميل أن نكون صريحين مع أنفسنا لهذه الدرجة .... حقاً كلام جميل أحسست خلاله بعفوية وبراءة....
ردحذفوهنا ليتعرف الشخص عن نفسه أكثر ... أعدّ الدكتور عبد الرحمن ذاكر(إختصاصي في علم النفس العلاجي )ملفاً سماه : قراءة الذات , فإن أردت ملاك أرسلته لك كي يسبر الإنسان أغوار نفسه ويحدد ملامح تأثير البناء التراكمي منذ نعومة أظفاره على شخصيته الآن
كل التوفيق لك وإلى الأمام
عزيزتي وئام ..
ردحذفشكراً لوجودك هنا ولكماتك الجميلة ..
جميل أن تمتزج الحياة بنضوج امرأة وعفوية طفلة
سنجد فيهاالمغامرة والمتعة والكثير من الطُهر ..
دامت عيناكِ قارئة لكلماتي .. :)
أخي شادي خليل ..
ردحذفاستعدتني قرائتك لجوهر النص، وكلما تقدم بنا العمر أصبحنا في أمس الحاجة إلى القرب من الطفل بداخلنا لننعم بقليل من البراءة والعفوية، لذلك نعم، أُرحب بملف قراءة الذات جداً وأشكر لك كرمك، سأنتظر قرائته متى ماجاد وقتك وأرسلته ..
شكراً لك يا أستاذنا على قرائتك واضافتك المفيدة .. :)
ما شاء الله كالعادة مبدع :D
ردحذفعجبتني جدا!!
ردحذفحسيت و انا اقراها انو بتتكلمي عني!
و انا اقول ليش دايما افكر بشكل طفولي..
ريحتيني طلع جواتي طفلة مو انا الطفلة ;;)
عجبتني الصورة كمان x:
استمري استمري في ابداعاتك !D
صاحب التعليق الثالث ..
ردحذفسأضيف لمبدع تاء التأنيث
ثم سأشكر لك اطرائك وقرائتك لحروفي ..
شكراً لك :)
عزيزتي ريمونا ..
ردحذفجميل أن ندع الطفل في داخلنا يتحدث ويشاغب قليلاً
ولكن يجب أن يظل تحت رقابة بالغ حتى لا يتحول
وجوده إلى عبث كبار ..
شكراً لوجودك هنا دوماً يا طفلتي المدللة :)
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفروؤوعه يآ أستآذتي ..
ردحذفنآدرآ مآتتجمع آلصفآت آلرآئعه وآلموآهب آلفذّه في شخصٌ وآحد ..
ولكن آنتِ بآلفعل عنوآن للمثل آلرآئع ..
أعجبتني كتآبتك وطريقة آسلوبك ..
تقبلي تعقيبي ع مآخطّته يدآكِ ..
حنآن آلحآرثي :)