
لا أعلم في الحقيقة من الذي بدأ قصة العشق الأزلية .. أنا أم وطني .. لكنني على يقين من أنني خرجت من رحمه قبل أن أخرج من رحم أمي .. فخلايا جسدي ماهي إلى جزء من ذرات ترابه .. وروحي ماهي إلا نفحة من نفحات ربي لاحياء هذا الوطن .. كل ما فيّا يخصه .. وكل مافيه يخصني .. أجده تارة الأم .. وأنا الابنة .. فأبذل جهدي لنيل رضاه وتلبية نداءاته .. واجدني تارة الام .. وهو الابن .. فأقبَل لأجله التحديات واخاطر في المواجهات لأضمن له حياة كريمة .. نزيه .. تليق بابني الذي سيكمل المسيرة بعدي ..
لا أدري السبب الفعلي لهذا العشق .. والعاشق في عموم حاله لا يدري ولا يرى .. لعلني احببته لأن ربي تعالى ارادني أن أكون منه وفيه .. وكل ما يأتي من الحبيب حبيب .. ربما ..!!
أفكر ملياً في ماذا سأقدم لوطني .. يجهدني التفكير حينما اتذكر فضله .. لأن فضله جزء من فضل ربي .. وفضل ربي كبير وعظيم لا يمكن موازاته بالحمد والثناء ولو خُلدنا اعوام واعوام .. ولكنني سأحاول في الشكر والثناء قولاً وعملاً حتى أكون في زمرة " وقليل من عبادي الشكور" و حتى يكافئني ربي " ولئن شكرتم لأزيدنكم" فيحفظ وطني ويديمه نعمة لاتزول ويزيدنا من فضله ..
وطني .. أمي .. ابني .. عشقي .. أنا ..
سأعِدُك وعد لا يبلى إلا برجوعي إلى رَحِمُك .. سأعدك أن أسارع إلى مجدك وعليائك .. حتى تسبق خطايا خطاك .. ممجدة خالق السماء .. حتى يكتب مجدك ويرفع قدرك كما رفع السماء .. رافعة الخفاق الأخضر الذي يحمل النور المسطر .. محافظة على الخضرة رمزاً للتسامح والمحبة في الارض ولباساً وزينة في الجنة .. متخذه من النور المسطر " لا إله إلا الله محمد رسول الله " منهاجاً وشرعة في الحياة .. انصرك بنصرة النور المسطر .. لتبقي عزيزة بعزة من لا إله غيره .. وبقعة مضيئة بضياء محمد عليه الصلاة والسلام لا تُطفي أبداً .. مرددة الله اكبر الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر على كل شئ ومن كل شئ .. أكبر من أن يُشرك به على أرضك .. وأكبر على كل من أراد الشر والفتنة بأرضك .. يا موطني عشت فخراً للمسلمين .. بك أشرف البقاء وأطهر من دُفن .. أنت للكرم رمزاً .. وبك من المحبة فيضاً .. ولعزة الأمة الإسلامية قد مددتُ يداً .. عاش مليكنا للعلم حاملاً وللوطن خادماً .. يدنا بيده .. وقلبنا على قلبه .. وهمنا همه .. وحلمنا حلمه ..
هذا وعدي يا وطني وسامضي فيه بما اتاني ربي من عزم واصرار وقوة .. و إلاّ لن استحق العيش فيك ..
وطني .. عشقي لك ليس عشقاً تعصبياً أعمى .. إنما عشقاً حافزاً على العطاء والإصلاح والتقويم حتى الفناء ..
حفظ الله تعالى وطني من كل سوء .. ومنّ على وطننا الاكبر امتنا الإسلامية بالعزة والنصر واعادة ما اغتصب من فكره وأرضه ..
وكل عام والمملكة العربية السعودية بخير .. أرضاً .. وحكومةً .. وشعباً ..