الجمعة، 9 ديسمبر 2011

ورغم أنهما متوازيان .. يتقاطعا!




الحب والكره، خطّان متوازيان ولكنها كعادتيهما مخالفان تماماً للنظريات والبراهين، إنهما متوازيان و متقاطعان، يبدئان من نقطتين بعيدتين كلّ البعد عن بعضهما، ويقتربان شيئاً فشيئ حتى يتقاطعان في نقطة، تلك النقطة تُمثل القمّة في كليهما، القمّة في كلّ شئ، قمّة الحب في أن لا يودّ المُحبّ إلاّ التفكير في حبيبه، ولا يحبّ من الأسماء إلاّ اسمه، ولا يقرأ إلاّ ماخطته أنامله، ولا يُطرب إلاّ على أنغام صوته، وقمّة الكره أن لا يطيق الكاره التفكير فيمن يكره، ولا يبغض من الأسماء إلاّ اسمه، ولا يحرق من الأوراق إلاّ ما احتضنت احرفه، ولا يصم أذنه إلاّ عن نشاز صوته، فكلاهما عند القمّة يلتقيان في التطرف، وعليهما كلاهما أن يحافظا على ثباتها في تلك النقطة، وأن يحذرا من أيّ انزلاق على تلك القمّة، لأن الإنزلاق من عليها لن يعود راجعاً بمركب الحبّ إلى خط الحبّ وبمركب الكره إلى خطّ الكره، إنما يحدث في الإنزلاق ما يحدث عادة في أيّ خطين متقاطعين، يكمل خط الحبّ طريقه في جهة الكره، ويكمل خطّ الكره طريقه في جهة الحب..! 

أنا لا أخشى من انزلاق الكره .. بل أتمناه .. ولكن ترتعتد فرائصي من مجرد التفكير في انزلاق الحب .. كيف يتحول أحبّ المخاليق إلى أرواحنا إلى أبغضهم لقلوبنها، كيف ينهش الفزع في أماننا، كيف تهلع السكينة في نفوسنا، كيف يغسل الدمع الابتسامة، كيف لليل أن يتجبر على نور النهار؟؟  

لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن نحبّ أحدهم حتى الكره؟ أو كيف نكرهه حتى المحبّة؟ ولكنني أعلم بأنها حقيقة!!

إنها مجرد نظريه وصلت لها بعد تأمل عميق في حال البعض، ربما فيها بعض الصواب والكثير من الخطاً، ثم أن لكل قاعدة استثناء، كحالي أنا، مستثناة تماماً من هذه النظرية، إنني لا أعترف أبداً بخط الكراهية، و الحب عندي يبدأ بقمة، وإما أن يبقى في القمة أو ينزلق في خط الحب راجعاً، ونهايتي في الحب كبداية أحدهم فيه، بداية مغلفة بالغموض والاستحياء والخوف من الانغماس فيه، كمن يقف متردداً على اعتاب شاطئ، أيلقي بنفسه في أحضانه، أم يكتفي بتلك الرعشة الناتجة عن مداعبة أمواجه لأقدامه. و في نهاياتي الأشبه ببدايات أحدهم، أقف مترددة أيضاً، ولكنني أفضل أن أظل في تلك النقطة، أرقب جمال انعكاس اشعة الشمس على ذلك الشاطئ، وأصمت باحترام أمام رهبة الغروب، وأكتب على الرمال : كنت هنا، ثم ارحل باتسامة.