الخميس، 14 يوليو 2011

سجّل يا تاريخ .. أنا عربي



قبل عام تقريباً كنت اتحدث مع شخص حول العروبة، فقال لي ضمن ما قال أن العرب ظاهرة صوتية لا أكثر،
آثرت أن أنهي معه النقاش لأنه تجاهل صوتي العربي النابع من ايماني بالعروبة ولأنه كفر بذاته .. كفر بعروبته .. !! 

اليوم، وبعد الانتفاضات العربية، وبعد أن أُرخصت الأرواح في سبيل الحرية، وبعد أن تعلّم العالم على يد العرب 
كيف ترتقي الأمم بسلمية، وبعد أن آمن العدو بأن العربي الأصيل ربما يغفوا ولكنه لا يموت رغم محاولاته الجادة لإماتته، أعتقد بأن صاحبنا - الذي ورد ذكره في مطلع التدوينة - يجلس على أريكته أمام شاشة التفاز يستمع إلى الاخبار وقد بدأ يقرقع في صدره الايمان بالعروبة من جديد، ولست واثقة إن ترسّخ هذا الايمان حتى البوح، أو أنه آثر دفن ايمانه ليتنصل من المسؤولية تجاهه .. !! 

ولكنني أؤمن ايماناً شديداً، بأن الكثير من شبابنا اليوم قد محى سطر الأمركة من حياته، ذلك السطر الذي كان يُشعره بأنه لا ينتمي إلى الشطر المتخلف من العالم " العربي "، إنه متقدم ومتحضر ومنفتح - والأصح مفتوح - على الآخَر - أو الآخِر - ، ومما ولّد الإيمان في داخلي بهذا الأمر رؤية الثوّار العرب في المحطات الإذاعية يتبرؤن من أنهم آثروا كنتاكي على التمر والرغيف البلدي، أو آثروا الجينز على الكتّان المحلي، أو آثروا الانجليزية في التعبير عن هويته على العربية ..   

وإنني أرى اليوم .. شباباً يلبسون الجينز .. لأنه مريح لا أكثر .. 
يتحدثون الإنجليزية .. لأن عليهم أن يتحدثوها في موضع يتطلب ذلك لا أكثر ..  
يبتاعون المنتجات الغربية الحديثة .. لا بدعوى التقدم والكمال .. إنما لاحتياجهم لها لا أكثر
ينظرون إلى الأجنبي .. على أنه ليس أفضل منهم انما هو مختلف عنهم لا أكثر ..  
يعتزّون بعروبتهم .. ليس لأنهم ينحدرون من أصل عربي .. بل وأكثر وأكثر 
لأن الخُلق عربي .. و الأصالة عربية .. و الجمال عربي .. و الحرية عربية .. 
وكلّ ما في الوجود مكتوب بحروف عربية .. لأنه أراد سبحانه وتعالى أن يجمع أمر الدنيا والآخرة
في كتاب ونتلوه بلسان عربي .. 

لك الحق أن تعتز بعروبتك يا سليل الكرام لأن أجدادك حينما قدَروا عفوا .. وحينما حكموا عدلوا 
وحينما سادوا حرّروا .. وحينما وُلُّوا انصفوا.. وحينما تعلموا علّموا ..  
ولأنك في زمانك تصنع الإنسان .. وغيرك يصنع آلة لا أكثر .. !! 

لستُ عنصرية أو متعصبة .. إنني عربية حتى النخاع .. 
من حقي أن أتغنى بعروبتي وجمال شمسها حينما تسطع  فتُرى الحياة من خلالها
وروعة قمرها حينما يضيئ فينثر على السهارى عشقاً أصيلاً وفناً مُطرباً .. 
ومن أحقي أن أرى كلّ مافي الوجود جميل .. لأن له أصل عربي ..  

سجّل يا تريخ .. وأكتب بحبر الخلود .. أنني عربية وسأظل عربية حتى آخر رمق في حياتي وبعدها في جنتي .. 
لن تحدّني خطوط رُسمت على خريطة .. أو جواز سفر .. او ناكرٌ لدمّي .. 
نبضي عربي .. و وطني عربي .. وحلمي عربي .. وجنوني عربي .. وعشقي عربي .. وكلّي عربي ..  


اعذروني يا أكارم .. فأنا موشومة بـ " العربي " ..