إنها مكتوبة بعفوية وتلقائية .. تحررت فيها من أساليب البلاغة وتنميق المعاني التي في بعض الأحيان
يُساء استخدامها فتحيد بالمعنى الحقيقي عن سبل ايصاله مباشرة إلى القارئ ..
إنها من قلبي لقلوبكم الطاهرة ..
وقد أُلهمت هذه التدوينة بعد قراءة عبارة على الفيس بوك .. كتبتها صديقة عزيزة على قلبي جداً تُدعى وسام
وكانت العبارة كالتالي: سألـــوني لمـــا احببتـــه فقلـــت؟؟
احببــت عينيـــه ,, ثــم احببـــت طيبتــه ,, ثم احببــت حنانـــه ,, ثـــم احببــت صبــــــره علــــي ,, ثـــم سكــت ,,
وقلـــت: أحببـــت نفســـي بـــه فكيـــف لا احبــه هذا هو ... أدامك الله لي زوجي الغالي ..
دمعت عيناي لمشاعرها الراقية واحساسيها الصادقة .. فرحت لهما لأن الله تعالى رزقها هذا الزوج الكريم ..
ولأنه رزقه زوجة محبة و مخلصة كوسام .. وسألت الله أن يبارك حبهما ويجعله حباً أبدياً ..
فردت عليّ بالتالي:
صدقيني الواحد اوقات بيخجل يحكي هيك على الملأ !! بعدين بقول لا خلينا نعبر بالحلال بكفي ان الكلام عن الحب ماليء النت والتلفزيون الا نتكلم عنه وهو بالحلال ؟؟ ما رأيك ؟؟
وهذه التدوينة هي رأيي فيما قالته وسام .. ليس رأيي فقط
بل قناعتي ومبدأ من مبادئي ..
الحبّ أسمى مافي الوجود .. .. مبتدأ ديننا ومنتهاه .. مبعث الأفعال الجميلة والانجازات العظيمة ..
انه السعادة التي تشق كبد الظلام .. والأنس المشاكس لوحشة الأيام ..
الحبّ إرادة الله تعالى وقدره الذي كتبه على القلوب .. أي شقاء نجرّه على أنفسنا بالهروب من القدر أو كتمانه؟؟
قال رينيه ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود ..
وأنا أقول: أنا أحب إذن أنا موجودة ..
الحبّ حياة .. إذا انتفى الحبّ .. انتفت الحياة ..
ولا يمكن فرض الحجاب على الحياة لتخفي جمالها وتبرجها أو ملامح بؤسها وشقائها .. وكذا الحبّ
الحبّ هو الشئ الوحيد المتمرد على الصمت والكتمان والستر .. إنه يظهر في ابتسامة .. في لمعة عين ..
في دموع الاشتياق الحارقة التي لا تشبهها دموع .. إنه يظهر في سلوكنا .. الاهتمام .. العطاء .. المشاركة ..
يظهر عندما نتفانا في عمل لا نرجو منه مقابل سوى رضا الحبيب.. لذلك غدى الحبّ من كمال الايمان ..
كل مخلوق في هذا الكون منغمس في حبّ .. نراه واضحاً جلياً في سلوكه ..
الفراشة بجمالها وأناقتها .. تقطع الأميال وتنزل بكل تواضع من ارتفاع عالي لتستقر على زهرة ..
جالبة لها ما يحافظ على بقائها ويضمن لها الحياة .. لماذا؟؟
ببساطة .. لأن الفراشة تُحبّ الزهرة ..
السحابة .. نحن نظن أنها تمطر لتسقي الأرض .. إنها في الحقيقة تمطر دموعاً لاشتياقها الى أصلها ..
ولا تهدأ حتى تذوب في جوف بحر .. ونرى البحر يزمجر ويضطرب .. نظنه غاضباً .. ولكنه لذّة اللقاء الجامح بعد
فراق أليم .. لماذا يتكبد البحر كل هذا العناء لأجل قطرة مطر .. ببساطة .. لأنه يحبها ..
الأرض تأبى أن تدعنا نطير .. يطلقون على هذه الظاهرة الجاذبية الأرضية ولها تفسير علمي .. وعندي لها تفسير
قلبيّ .. منها خُلقنا .. أي أن كل انسان منّا أرض صغيرة .. كيف للأم أن تدع أبنائها الصغار يهربون إلى حيث لا ماء ولا اكسجين .. كيف تدعهم يذهبون إلى الهلاك .. لذلك تجذبنا اليها بقوة .. ببساطة لأنها تحبنا ..
لماذا نخالف نواميس الكون ونكتم الحبّ في قلوبنا؟؟
إن كتمان الحبّ الحقيقي في قلوبنا .. والخجل من اظهاره والتعبير عنه أدى إلى فتح الباب للحب الزائف القائم على معادلة
الأجساد والأغراض أن يظهر .. فأصبحنا نراه في مسلسل تركي أو عربي .. أو فلم هوليودي أو بوليودي
حينما حرمنا من نُحبّ من حبنا الحقيقي .. أرديناهم بأيدينا إلى أحضان الحبّ الزائف ..
دعونا نعبّر عن هذه العاطفة المقدّسة ..
نكتبها .. نرسمها .. نتغنى بها ..
ماذا لو عبّرت عن حبك و طبعت قبلة صادقة على جبين والدتك ؟
ماذا لو ارتميت في حضن والدك ورويت عطش قلبك من نهر حبه؟؟
إنني لم أجد أدفى ولا أجمل ولا أعمق في التعبير عن الحب من ضمّة أبّ ..
ماذا لو حملت في يدك سلة من ورود وطفت بها بين اخوتك .. تعطي كل واحد منهم قبلة ووردة؟
ماذا لو بعثت إلى صديقك رسالة تقول له فيها: لا حرمني الله منك يا صديق روحي؟
ماذا لو اقتربت من حبيبك وقلت له .. ببساطة أُحبك ؟؟
إلى كلّ الباحثين عن التغيير .. عن حلم التقدم والنهضة ..
إلى كلّ المشتكين من قسوة الأيام وجفائها ..
إلى كل المتأملين في النجاة بالدنيا والآخرة ..
ستجدون ضالتكم في الحبّ .. اعتقاداً وتطبيقاً ..
كل معضلات الحياة تُحلّ بالحبّ .. ولا شئ غير الحبّ ..
أُحبكم جميعاً :) ..