الجمعة، 31 ديسمبر 2010

ببساطة .. أُحِبُك


هذه التدوينة مختلفة كلياً عن الأخريات .. 
إنها مكتوبة بعفوية وتلقائية .. تحررت فيها من أساليب البلاغة وتنميق المعاني التي في بعض الأحيان 
يُساء استخدامها فتحيد بالمعنى الحقيقي عن سبل ايصاله مباشرة إلى القارئ .. 
إنها من قلبي لقلوبكم الطاهرة .. 
وقد أُلهمت هذه التدوينة بعد قراءة عبارة على الفيس بوك .. كتبتها صديقة عزيزة على قلبي جداً تُدعى وسام 
وكانت العبارة كالتالي: سألـــوني لمـــا احببتـــه فقلـــت؟؟
احببــت عينيـــه ,, ثــم احببـــت طيبتــه ,, ثم احببــت حنانـــه ,, ثـــم احببــت صبــــــره علــــي ,, ثـــم سكــت ,,
 وقلـــت: أحببـــت نفســـي بـــه فكيـــف لا احبــه  هذا هو ... أدامك الله لي زوجي الغالي .. 


دمعت عيناي لمشاعرها الراقية واحساسيها الصادقة .. فرحت لهما لأن الله تعالى رزقها هذا الزوج الكريم .. 
ولأنه رزقه زوجة محبة و مخلصة كوسام .. وسألت الله أن يبارك حبهما ويجعله حباً أبدياً .. 

فردت عليّ بالتالي:
صدقيني الواحد اوقات بيخجل يحكي هيك على الملأ !! بعدين بقول لا خلينا نعبر بالحلال بكفي ان الكلام عن الحب ماليء النت والتلفزيون الا نتكلم عنه وهو بالحلال ؟؟ ما رأيك ؟؟  


وهذه التدوينة هي رأيي فيما قالته وسام .. ليس رأيي فقط 
بل قناعتي ومبدأ من مبادئي ..  
الحبّ أسمى مافي الوجود .. .. مبتدأ ديننا ومنتهاه .. مبعث الأفعال الجميلة والانجازات العظيمة ..
انه السعادة التي تشق كبد الظلام .. والأنس المشاكس لوحشة الأيام ..  


الحبّ إرادة الله تعالى وقدره الذي كتبه على القلوب .. أي شقاء نجرّه على أنفسنا بالهروب من القدر أو كتمانه؟؟ 


قال رينيه ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود .. 
وأنا أقول: أنا أحب إذن أنا موجودة .. 
الحبّ حياة .. إذا انتفى الحبّ .. انتفت الحياة .. 
ولا يمكن فرض الحجاب على الحياة لتخفي جمالها وتبرجها أو ملامح بؤسها وشقائها .. وكذا الحبّ 
الحبّ هو الشئ الوحيد المتمرد على الصمت والكتمان والستر .. إنه يظهر في ابتسامة .. في لمعة عين .. 
 في دموع الاشتياق الحارقة التي لا تشبهها دموع .. إنه يظهر في سلوكنا .. الاهتمام .. العطاء .. المشاركة ..  
يظهر عندما نتفانا في عمل لا نرجو منه مقابل سوى رضا الحبيب.. لذلك غدى الحبّ من كمال الايمان .. 


كل مخلوق في هذا الكون منغمس في حبّ .. نراه واضحاً جلياً في سلوكه .. 
الفراشة بجمالها وأناقتها .. تقطع الأميال وتنزل بكل تواضع من ارتفاع عالي لتستقر على زهرة .. 
جالبة لها ما يحافظ على بقائها ويضمن لها الحياة .. لماذا؟؟ 
ببساطة .. لأن الفراشة تُحبّ الزهرة .. 


السحابة .. نحن نظن أنها تمطر لتسقي الأرض .. إنها في الحقيقة تمطر دموعاً لاشتياقها الى أصلها .. 
ولا تهدأ حتى تذوب في جوف بحر .. ونرى البحر يزمجر ويضطرب .. نظنه غاضباً .. ولكنه لذّة اللقاء الجامح بعد 
فراق أليم .. لماذا يتكبد البحر كل هذا العناء لأجل قطرة مطر .. ببساطة .. لأنه يحبها ..  


الأرض تأبى أن تدعنا نطير .. يطلقون على هذه الظاهرة الجاذبية الأرضية ولها تفسير علمي .. وعندي لها تفسير 
قلبيّ .. منها خُلقنا .. أي أن كل انسان منّا أرض صغيرة .. كيف للأم أن تدع أبنائها الصغار يهربون إلى حيث لا ماء ولا اكسجين .. كيف تدعهم يذهبون إلى الهلاك ..  لذلك تجذبنا اليها بقوة .. ببساطة لأنها تحبنا .. 


لماذا نخالف نواميس الكون ونكتم الحبّ في قلوبنا؟؟ 
إن كتمان الحبّ الحقيقي في قلوبنا .. والخجل من اظهاره والتعبير عنه أدى إلى فتح الباب للحب الزائف القائم على معادلة 
الأجساد والأغراض أن يظهر .. فأصبحنا نراه في مسلسل تركي أو عربي .. أو فلم هوليودي أو بوليودي 
حينما حرمنا من نُحبّ من حبنا الحقيقي .. أرديناهم بأيدينا إلى أحضان الحبّ الزائف .. 


دعونا نعبّر عن هذه العاطفة المقدّسة .. 
نكتبها .. نرسمها .. نتغنى بها .. 


ماذا لو عبّرت عن حبك و طبعت قبلة صادقة على جبين والدتك ؟ 
ماذا لو ارتميت في حضن والدك ورويت عطش قلبك من نهر حبه؟؟ 
إنني لم أجد أدفى ولا أجمل ولا أعمق في التعبير عن الحب من ضمّة أبّ .. 
ماذا لو حملت في يدك سلة من ورود وطفت بها بين اخوتك .. تعطي كل واحد منهم قبلة ووردة؟  
ماذا لو بعثت إلى صديقك رسالة تقول له فيها: لا حرمني الله منك يا صديق روحي؟  
ماذا لو اقتربت من حبيبك وقلت له .. ببساطة أُحبك ؟؟  




إلى كلّ الباحثين عن التغيير .. عن حلم التقدم والنهضة .. 
إلى كلّ المشتكين من قسوة الأيام وجفائها .. 
إلى كل المتأملين في النجاة بالدنيا والآخرة .. 
ستجدون ضالتكم في الحبّ .. اعتقاداً وتطبيقاً .. 
كل معضلات الحياة تُحلّ بالحبّ .. ولا شئ غير الحبّ .. 


أُحبكم جميعاً :) .. 



الأحد، 19 ديسمبر 2010

حالم



خالد، طفل بين خمسة عشرة من الاخوة، من المفترض أن يكون آخر العنقود المدلل، ولكنه حمل طوال حياته لقب "الغلطة"، كان ينام فوق السطح، مُتلحفاً بالسماء، مفترشاً الحصيف، ذات يوم لمح في الأفق البعيد نجماً برّاقاً، حلم بأن يمسه بيديه، يلبسه تاجاً، أو ياكله في بطنه ليُشع نوراً، ظل ذاك الحلم يراود الطفل حتى اصبح شاب يافع، قرر أن يخبر الجميع بحلمه.  

 اليوم الأول: بلّغ أمه بأنه يريد أن يصبح رائد فضاء، يريد تقبيل أعتاب السماء التي احتضنته واحتضنها طويلاً، فقالت له:" بالله عليك لا تضيّع وقتي بهذيانك، نحن ما تحضنّا إلا قبورنا"، غصّ خالد بحديثها وانصرف.
 اليوم الثاني: اخبر والده بحلمه، نظر والده بشزر ثم قال:" نحن مانوسّخ السماء بأغلاطنا، ترا مانت صاير غير رائد مركبة تاكسي"، ذُرِفت دمعة من احدى عيني خالد وانصرف.
 اليوم الثالث: حكى خالد لمعلمه عن حلمه الأزلي، فقال له:"رائد فضاء وفي بلادنا! لو انك في امريكا كان ابرك، روح الله يهديك روح"، ذرفت عينه الثانية دمعة.
 اليوم الرابع: اجتمع مع اصدقائه على قارعة الطريق وحكى لهم عن ما تبقى من حلمه فقال أحدهم" نحن ما حوتنا أرض، تبي تحوينا سما؟ خذ واشربلك هذه السجارة تعدّل مزاجك"، تناول خالد السيجارة حابساً دموعه في عينيه ليحافظ على رجولته امام اصدقائه، عاد الى منزله يتطوّح من تأثيرها، وجد والده في انتظاره، انهال عليه ضربا قائل:"هذه تربيتي!"، ردّ خالد " إنت ما ربيتي،انا رباني الخواء"، فما كان من والده إلا طرده من المنزل.
اليوم الخامس: خالد نائم في مدخل ازقة، استيقظ على صوت يناديه: من انت يا بُني ومالذي اتى بك هنا، أنا خالد، أتيت هنا لان والدي طردني، ولماذا طردك، تخيل! لأنني حلمت أن اكون رائد فضاء، سأحقق لك حلمك، أتسخر مني؟، أقسم بمن خلق الفضاء بأنني لا اسخر، تعال معي لأعرفك على بعض الأصدقاء، دخلوا على مجلس مكتظ بالرجال، فأخذ الرجل يُعرّف بخالد: هذا خالد ابن الوليد،حلمه ان يصعد الفضاء، قال أحدهم: حيالله خالد ابن الوليد، تبدوا على وجهك علامات الذكاء والفطنة، سنرسلك إلى أعلى من الفضاء وسنزوجك وسنضمن لك نعيماً دائم لا ينقطع، تهلل وجه خالد، فقال الرجل: موعد التدريب غداً.
اليوم السادس: بدأ التدريب على الاقلاع، بأن يربط في خصره حزام ويُحلّق بيديه عالياً قائل: الله أكبر ها انا أتحرر.
اليوم السابع: وقف في الميدان ليشهد على تحقيق حلمه الانام، كبس الزرّ، طار في الهواء ولكنه أشلاء، انساب على الأرض ما تبقى من دموعه الحمراء.
نظر مدربه بحنق ثم قال: رحمه الله لم يصيب الهدف، كنت انوي الخلاص من عدوّ الله ذاك الشرطي العميل، لكن يبدوا أن الفتاتين والشاب كانوا على علاقة مشبوهة فأراد الله للفساد ان ينتهي على ايدينا!!  

مرحباً بمستخدمي Internet Explorer

مستخدمي Internet Explorer  

تم اصلاح الخلل .. ويمكنكم تصفح المدونة بوضوح وجودة عالية 
مرحباً بكم وبجميع القراء  
شكراً على اخطاري بالمشكلة  
وشكراً لمن سأل عن القصة الثالثة وطلب مني 
نشرها هنا .. 
اعتذر عن التأخير ولكن اصلاح الخلل أخذ الأولوية 
ستتبع هذه التدوينة القصة الثالثة ان شاء الله 
اتمنى لكم قراءة ممتعة :)

الأحد، 12 ديسمبر 2010

مشكلة Internet Explorer

أعزّائي قراء المدونة

وصلتني شكوى حول عدم ظهور النص ( في قصتي : بلدة عمر و ميلاد موت) كاملاً
في الصفحة .. حيث يختفي طرفه الأيمن في حاشية الصفحة اليمنى
مما يؤدي الى عدم ظهور بعض الكلمات ..
اعتذر عن هذا الخطأ الفني .. هذا الخطأ يظهر فقط على متصفح
Internet Explorer 

 

وقد جربت أكثر من متصفح غير السابق ( مثل: Google Chrome, Opera, Mozilla Firefox)
   ولم تظهر المشكلة والحمد لله 
تابعوا المدونة على احدى المتصفحات السابقة مؤقتاً وسيتم اصلاح الخلل قريباً جداً ان شاء الله 

اعتذر منكم مرة أخرى .. وشكراً لكم :)


الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

ميلادُ موت

 
هو اعتاد القراءة كلّ صباح على ضفاف نهرْ، هي بحثت عن مكان هادئ ليُلهِم صباحاتها فاختارت ضفاف نهرْ.


اليوم الأول، هو يجلس على طرف كرسيّ خشبي طويل، هي تجلسُ على الطرف الآخر لنفس الكرسيّ، هو منغمس جداً في القراءة، هي منغمسةٌ جداً في التأمل، هو لم يلاحظ وجودها إلاّ عندما سمع ضحكتها لمّا طارت احدى الورود المتناثرة على وجنتيها، هي لم تلحظ وجوده إلاّ عندما ابتسم لوجودها، اطرق رأسه على كتابه مرة أخرى، أطرقت رأسها خجلاً.


اليوم الثاني، هي جلست على طرف الكرسي في نفس مكانها بالأمس وبدأت التأمل، هو جلس على الطرف الآخر كعادته بعد أن ألقى التحيّة، هي: اختلست النظر اليه، اممم يبدوا أنه شاعر أو موسيقار فحركات رأسه تدُل على ذلك، هو نظر اليها وابتسم لنظرتها، هي اشاحت بوجهها خجلاً، هو: تبدوا رقيقة،هي: نظرته حادّة متوقدّة بالذكاء، هو: ملابسها مزيج من الألوان يبدوا انها فنانة تستجدي الالهام على ضفاف نهر،أُحِبُّ المرأة الرقيقة الفنانة، تُجدد القلب وتبعث في أركانه الحياة، هي:أخشى الرجُل الوسيم الذكي مُرهف الحسّ، يأسر القلب ويسلبه الإرادة، هي وهو:غاصا في صمت ثم انصرفا.


اليوم الثالث، هو اتى مبكراً وجلس يرقّبُ وصولها، هي وصلت بعده فالقتِ التحيّة، هو: منذ متى وانتِ تأتين إلى هنا، هي: منذ يومين فقط،وانت؟، هو: منذُ شهر وابتسم،هي: ابتسامته تسرق كلامي وتُلجم لساني، هو:هل أنتِ فنانة؟، هي:كلّ امرأةة فنانة وابتسمت بخبث، هو: وماهو فنُّنكِ أنتِ؟، هي: أرسُمُ الأحرف في كلمات وأنسج من الكلمات معاني، هو: اعتقدت أن المعنى يخلق الكلمة، هي: نعم،ولكّني بالتأمل أصنع العكس، هو: هلّ لي بمثال؟، هي:"الشمس،الإشراق" تلك كلمتان، سأصنع منهما معنى فأقول: لا تُشرق شمسي إلاّ برؤية مُحيّاك، هو: ضحك بصوت مرتفع، تقصدينني؟، هي: لا ذاك مثال فقط، في غمرات الصمت حدّثا نفسيهما، هي: ما أمكر الرجال، هو: ما أفضح أمر النساء، هي:همّت بالمغادرة، هو:مهلاً خذي هذه الورقة وأقرئيها، انتظر منكِ الرد غداً، هي:اخذتها ولم تطق صبراً حتى فتحتها بعد الابتعاد عنه بخطوات قليلة، قرأت:"شعرتُ برعشة في أطرافي مع أول ابتسامة لكِ،خذيني كلمة واصنعي بي معنى"،فرحت جداً وأخذت تعدوا، تُسابق الزمن إلى غداً.


اليوم الرابع،هي:أتت قبل موعدها وجلست في منتصف الكرسي تنتظره، سأخبره أنه معنى لا يُمثل بكلمات، وأنني سأضطرُّ للرحيل بعد ساعة إلى مدينة اخرى لوظيفة تقلّدتها، وأعلم أن لا مسافة تُفرّق بين قلبين إن أرادا الوصال، انتظرته ولم يحضر، بّكت ثم ابتسمت وحفرت على الكرسي قلب وكتبت تحته:"هنا وُلدت"، حملت في قلبها حبه على يقين لقياه يوماً ما ورحلت، هو: وصل بعد رحيلها بدقائق، بحث عنها ولم يجدها، جلس على منتصف الكرسي وأخذ يُتمتم: والله ما أخرني إلاّ الزحام، أُتراها انتظرتني حتى ملّت ثم انصرفت، أم أنها لم ترضَ بي حبيب! انتظر طويلا ثم رحل.


اليوم الخامس،هو: وصل،انتظر،رحل.


اليوم السادس،هو: وصل،انتظر،رحل.


اليوم السابع،هو: وصل، لاحظ القلب المحفور على الكرسي وما كُتبت تحته، حفّر سهماً اخترقه وكتب "هنا مُتّ"، رفع رأسه للسماء، الهي أحيِني!!


الاثنين، 6 ديسمبر 2010

بلدة عمر

اليوم الأول:أمسك عُمر بالقلم وبدأ يخطّ رسالته"أمي حبيبتي، أعلمُ بأن فراقي سبب أحزاناً كثيرة ولكنها الحياة، حيثما أجدُ ذاتي سأكون حتى اجعلك تتلألئين فخراً بي، اشعر بان البلدة الجديدة جميلة ومناسبة، سأحدثك عنها في الرسالة القادمة، احرصي على سلامتك،ابنك:عمر"، ثم أمسك بالرسالة ووضعها في الصندوق.



اليوم الثاني:كتب عمر"صباح الخير على أجمل عينين، أشعر وكأن الأرض تتراقص فرحاً لفرحتي، وكأنني نسرٌ أحلق في الفضاء، تم تعيني اليوم في شركة كبيرة تخُص مجال دراستي، اخيراً سأجد فرصة لتحقيق أحلامي، الجميل أنهم يؤمنون بي، يقولون انهم يؤمنون بالحديد فكيف بالإنسان،ولقد وفّروا لي سكناً راقياً، كم أنا محظوظ يا أمي،قبّلي يديكِ عني، ابنك:عمر".


اليوم الثالث:بغبطة امسك قلمه وبدأ"لن تصدقي ما سأخبرك به يا أمي، في غضون شهر واحد تمت ترقيتي إلى مدير فرع، قلت لهم أنني صغير في العمر، فقالوا:ولكنك كبير في الكفاءة، آه كم أغبط نفسي على هذا البلد يا أمي وكم أحزن على خسارة بلدي، ابنك:عمر".


اليوم الرابع:وهو يتمتم أغنياته الخاصة كتب"عمر في بلاد العجائب، لا تتعجبي يا أمي ولا تضحكي اشعر انني في بلاد العجائب، أُعجبت بإحدى العاملات تحت ادارتي،صارحتها باعجابي فقالت:إن أردت التسلية فقد اخطات الاختيار، وإن أردت الزواج فصارح والدي باعجابك، صدمتني تلك الفتاة يا أمي، كم تمنيت شريكة ناضجة وناجحة وعفيفة وقد وجدتها، ذهبت إلى والدها وانا على يقين بالرفض، ولكنه الآخر فاجأني،قال:سأسأل عن دينك وخلقك أولاً، قلت وكم هي حدود مهوركم، قال:ليست ابنتنا اغلى من بناترسول الله، فقد كن اكثر النساء بركة وايسرهن مؤونة، لذلك لا تقلق ثم ابتسم، اليست هذه بلاد العجائب يا امي، كم هي بالية عادات القوم في بلدي، سلميلي على العائلات اللاتي رفضن تزويجي وقولي لهن أن عُمر ذو الدين والخلق قد وجد حوريته، هنيئا لكم بعمر آخر ذو مال ونسب ولتترب أيديكم".


اليوم الخامس:كتب"صباح الخيرعلى قلبك الطاهر، لن ارسل لكِ غداً لأنني مشغول باعادة بناء جزء من الصورة المستقبلية للبلد، نسيت ان اخبرك بأن هذه البلد تصدر في كل خمس سنوات صورة مستقبلية مدعومة بخطط استراتيجية ليعلم الناس الوجهة ويتبنون الحلم، انهم يحترمون الانسان يا أمي، يجب عليّ احترامهم والمساهمة في انجاح خططهم وسأرسل غداً برؤيتي للملك حسن، عمر".


- تفضل، هذه رسالة عمر الأخيرة.


- كم يستهويني عمر.


- يستهويك لأنه نصبَك ملك؟ د.حسن لا تنسى أنه مريضك، أشعر بأنك تتهاون في علاجه.


- اخبريني يا سعاد، كيف لأجنّ العاقلين أن يعالج أعقل المجانين!!


إن علاجه جريمة"تحويل عاقل الى مجنون"!


اليوم السادس:سعاد، اعطي هذه الرسالة لعمر، الرسالة"تسعدني مقابلتك غداً في الساعة السادسة مساءاً لمناقشة رؤيتك، الملك حسن".


اليوم السابع:اجتمع عمر والملك حسن وتناقشا حول الرؤية ثم انصرفا الى سريرين أبيضين متباعدين ليكتب
حسن إلى الرعية وعمر الى والدته!!




السبت، 4 ديسمبر 2010

مشاركتي في مسابقة القصة المنبرية


كنت في زيارة قصيرة الى الرياض الحبيبة للمشاركة في مسابقة القصة القصيرة المنبرية 
التي اقامها النادي الأدبي في الرياض  برئاسة د.عبد الله الوشمي ..  
د.عبد الله الوشمي 

هذه المرة الاولى التي أشارك فيها بفعالية أدبية .. 
والمرة الأولى التي يكتب فيها قلمي قصة قصيرة .. 
اعتدت كتابة الخاطرة، المقال، مواضيع .. ولم اكتب قصة قصيرة من قبل على الاطلاق. 
تحمست للفكرة وكانت مليئة بالتحديات التي كان ابرزها تقييد النص بـ 350 كلمة فقط كحدّ أقصى   
اتعبتني هذه النقطة لأن الاسهاب من عادتي .. ولكنني اعتبرتها تحدي واجتزتة الحمد لله .. 
 مسموح للقاصّ أن يتقدم بنص الى ثلاث نصوص فقط.. كتبت الثلاث نصوص في خلال اسبوع وارسلتها اليهم .. 
وكانت تحمل العناوين التالية : حالم - ميلاد موت - بلدة عمر
سأضعها في المدونة ان شاء الله بعد هذه التدوينة .. 

الجميل في الموضوع والذي اعتبره نقطة تشريف وتكريم أنه تم اختياري مع 39 من القاصين لحضور الفعالية 
والقاء النصوص من اصل 145 متقدم للمشاركة .. اختياري يعني الكثير لي كمبدئة .. 


انطلقت الفعالية في يوم الاثنين 23 من شهر ذي الحجة الساعة 7 ونصف مساءاً .. 
اعجبني التنظيم والترتيب كثيراً .. اعجبتني الوجوه النسائية البشوشة التي استقبلتنا مرحبة ومهللة وناصحة .. 
لم اتشرف بمعرفة اسمائهن ولكنهن كن من المنظمات ..  
قدمت يوم الاثنين لاطلب منهم القاء قصتي في يوم الثلاثاء .. ولكن تفاجات بأنه يتحتم عليّ الالقاء بعد دقائق معدودة .. 
استعنت بالله .. دخلت القاعة استمع الى الافتتاح وكلمة د.عبد الله الوشمي .. 
كان ترتيبي السادس بين القاصين .. 
انتظرت بقليل من التوتر .. معتادة على الالقاء في المحافل فذلك لا يوترني .. ولكنني كنت متوترة من تقييم الأساتذة لنصّي ..   
شملت لجنة التحكيم: د.ليلى الاحيديب، د.محمد القاضي، أ.عبد الحفيظ الشمري   

في البداية .. كانت آرائهم صريحة وقاسية بعض الشئ .. مما زاد توتري .. 
حان دوري .. قمت من مقدي .. وجهت وجهي صوب النساء الحاضرات وبدأت بإلقاء التحية .. 
كانت تحية مختلفة جداً .. الساعة الثامنة وعشرون دقيقة مساءاً .. وانا قلت لهم " اسعد الله صباحكم !! " 
فتعالت الاصوات .. مساؤكم مساؤكم .. قلت: عذراً مسائكم .. ضحكت وكتمت باقي الضحكات لتعليقات اخي المتوقعة .. 
اكملت .. وقرأت نص " بلدة عمر " .. صفق الحضور بعد انتهائي .. وجدت ابتسامة رضا على محيّاهم .. بعض الحاضرات 
ابدين اعجابهمن بالنص من ضمنهن مختصات وعضوات بالنادي الادبي ..  
اعطى د.محمد القاضي رأيه وبدأه بقول : القصة جميلة جداً، ثم اكمل جولته في نواحي القصة مستعرضاً طريقة بنائها  
وما الى ذلك .. اسعدني رأيه كثيراً. 
أ.عبد الحفيظ .. رفض التعليق .. واخبرني بأنه سيحتفظ برأيه حتى اعلان النتائج. 
د.ليلى الأحيدب نسي أن يسألها المحاور عن رايها .. 


جلست بعدها لأستمع الى باقي النصوص .. ثم انصرفت وكلي سعادة بهذه التجربة .. 
وانني على يقيت تام .. بانني ربحت كثيراً في هذه الفعالية حتى وان لم يعلن اسمي ضمن الفائزين .. 


احببت ان اشارككم هذه التجربة .. وانتظروا القصص قريباً ان شاء الله .. :)

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

كأس من الخذلان !!


كنت أنوي كتابة تدوينة بشأن زيارتي المهمة للرياض .. ولكن حدث استضافة قطر لمونديال 2010 استوقفني .. 
قبل يومين كنت أقرا مع اخي في الجريدة عن موعد اعلان النتائج .. وكنا ندعي بقوة ان تفوز قطر 
وخشينا من خذلان الفيفا للدول العربية .. وما ان وصلنا خبر فوزها حتى هللنا وباركنا لبعضنا واستبشرنا 
بمستقبل مشرق لقطر ..  
وعندما وصلت الى مكة .. اردت ان ارى عرض قطر ولحظة اعلان النتيجة .. انصدمت بالبرومو القطري 
Middle East !! 
Israel !! 
 Peace !! 
الفيديو صريح جداً .. انه يدعوا الى شرق اوسط جديد مرحباً بالصهاينة مؤكداً على اهمية السلام معهم !! 
لم اصدق عيني في البداية .. اعدت المقطع مراراً وتكراراً .. وفي كل مرة تتأكد الرسالة القطرية !!  
هكذا .. وبكل سهولة تسقط القضية الفلسطينية من حسابات الحكومة القطرية !! 
يريدون الجيل القادم ان ينعم بسلام ويلعب كرة مع الصهاينة .. اليس في جيلنا الحالي ومن سبقنا .. ومن سبق من سبقنا .. من حاول 
احلال السلام .. فدخل في مباراة كرة قدم امام الفريق الصهيوني .. وكان الحكم امريكي .. والكرة صناعة بريطانية .. والملعب اراضي هيئة الأمم ونال هزيمة مخزية مؤلمة .. ألا نعتبر!!  

يا جماعة .. كفانا " هبل " وسخف وغباء .. من قال ان كرة قدم توحد العالم ما هو إلا احمق متحاذق استُعمل 
كطعم لتحقيق مآرب اخرى ..  


عيبٌ والله أن تباع المبادئ على العلن .. والعيب الأكبر أن نصفق ونهلل ونقول نعم نريد احلال السلام ..  
 انا مخنوقة بمرارة الخذلان حدّ البكاء .. 


لا سلام مع أعداء الله .. لا سلام مع الغاصب المحتل .. لا سلام مع العملاء

ومما يزيد الطين بلّة .. أن مصراً أرسلت دعماً لاخماد الحراق التي شبّت في حيفا !! 
ماهذه الكمية من الخذلان التي نتجرعها كلّ صباح .. لا نامت أعين الجبناء .. 


اعلم ان كلامي سيزعج الكثير .. وفي مثل هذه الأمور ارفض النقاش .. 
لا مجال لمناقشة الأمور العقائدية والمبادئ الثابتة .. لذلك سأغلق مجال التعليق 
دكتاتورية .. نعم انا هكذا إذا كان الأمر يخص الكرامة والعزة .. 


قطر  ومصر.. احبكما .. واحب اهلكما .. ولكن حكوماتكما خذلتنا !!