الخميس، 23 سبتمبر 2010

عشقي الأزلي



لا أعلم في الحقيقة من الذي بدأ قصة العشق الأزلية .. أنا أم وطني .. لكنني على يقين من أنني خرجت من رحمه قبل أن أخرج من رحم أمي .. فخلايا جسدي ماهي إلى جزء من ذرات ترابه .. وروحي ماهي إلا نفحة من نفحات ربي لاحياء هذا الوطن .. كل ما فيّا يخصه .. وكل مافيه يخصني .. أجده تارة الأم .. وأنا الابنة .. فأبذل جهدي لنيل رضاه وتلبية نداءاته .. واجدني تارة الام .. وهو الابن .. فأقبَل لأجله التحديات واخاطر في المواجهات لأضمن له حياة كريمة .. نزيه .. تليق بابني الذي سيكمل المسيرة بعدي ..

لا أدري السبب الفعلي لهذا العشق .. والعاشق في عموم حاله لا يدري ولا يرى .. لعلني احببته لأن ربي تعالى ارادني أن أكون منه وفيه .. وكل ما يأتي من الحبيب حبيب .. ربما ..!!

أفكر ملياً في ماذا سأقدم لوطني .. يجهدني التفكير حينما اتذكر فضله .. لأن فضله جزء من فضل ربي .. وفضل ربي كبير وعظيم لا يمكن موازاته بالحمد والثناء ولو خُلدنا اعوام واعوام .. ولكنني سأحاول في الشكر والثناء قولاً وعملاً حتى أكون في زمرة " وقليل من عبادي الشكور" و حتى يكافئني ربي " ولئن شكرتم لأزيدنكم" فيحفظ وطني ويديمه نعمة لاتزول ويزيدنا من فضله ..

وطني .. أمي .. ابني .. عشقي .. أنا ..

سأعِدُك وعد لا يبلى إلا برجوعي إلى رَحِمُك .. سأعدك أن أسارع إلى مجدك وعليائك .. حتى تسبق خطايا خطاك .. ممجدة خالق السماء .. حتى يكتب مجدك ويرفع قدرك كما رفع السماء .. رافعة الخفاق الأخضر الذي يحمل النور المسطر .. محافظة على الخضرة رمزاً للتسامح والمحبة في الارض ولباساً وزينة في الجنة .. متخذه من النور المسطر " لا إله إلا الله محمد رسول الله " منهاجاً وشرعة في الحياة .. انصرك بنصرة النور المسطر .. لتبقي عزيزة بعزة من لا إله غيره .. وبقعة مضيئة بضياء محمد عليه الصلاة والسلام لا تُطفي أبداً .. مرددة الله اكبر الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر على كل شئ ومن كل شئ .. أكبر من أن يُشرك به على أرضك .. وأكبر على كل من أراد الشر والفتنة بأرضك .. يا موطني عشت فخراً للمسلمين .. بك أشرف البقاء وأطهر من دُفن .. أنت للكرم رمزاً .. وبك من المحبة فيضاً .. ولعزة الأمة الإسلامية قد مددتُ يداً .. عاش مليكنا للعلم حاملاً وللوطن خادماً .. يدنا بيده .. وقلبنا على قلبه .. وهمنا همه .. وحلمنا حلمه ..

هذا وعدي يا وطني وسامضي فيه بما اتاني ربي من عزم واصرار وقوة .. و إلاّ لن استحق العيش فيك ..

وطني .. عشقي لك ليس عشقاً تعصبياً أعمى .. إنما عشقاً حافزاً على العطاء والإصلاح والتقويم حتى الفناء ..

حفظ الله تعالى وطني من كل سوء .. ومنّ على وطننا الاكبر امتنا الإسلامية بالعزة والنصر واعادة ما اغتصب من فكره وأرضه ..

وكل عام والمملكة العربية السعودية بخير .. أرضاً .. وحكومةً .. وشعباً ..

الأحد، 12 سبتمبر 2010

هدية العيد



أعزائي قرّاء المدونة .. وإن كان قارئ واحد :)
كل عام وأنتم بخير .. وكل عام وانتم إلى الله أقرب
جعل الله أيامكم كلها أعياد وأفراح برضاه وقربه ومعيته

بما انكم اعزاء على قلبي .. قررت ان اهديكم بمناسبة عيد الفطر
هدية من أحب أنواع الهدايا إليّ وأثمنها ..


هديتي هي : رواية حكومة الظل .. للـدكتور منذر القباني




الأكيد أنني لا أمتلك نسخ لأرسلها إليكم .. فهديتي عرض الرواية .. وهديتكم لأنفسكم شرائها :)


كدت على وشك فقدان الثقة في الروائي السعودي بشكل خاص والروائي العربي بشكل عام في فترة ما ..
حتى أرشدتني أختي إلى هذه الرواية .. حكومة الظل ..


ودون مبالغة .. الرواية أكثر من رائعة .. وكما قال البعض أنها بداية مشرقة وحقيقية للرواية العربية
وأن د.منذر القباني قادم بقوة لمنافسة العملاق دان براون ..


تتحدث الرواية عن حقبتين مختلفة من الزمن 1908م و 2006م ..
تتنقل بكل سلاسة بين الزمانين مستعرضة الأحداث المتشابة
والمترابطة التي امتدت من زمن الاجداد الذي كان بطله الشيخ خليل الوزان وحتى زمن الاحفاد الذي كان بطله نعيم الوزان عن طريق طرح لغز والبحث عن معنى اللغز والمقصد منه
وكأن الرواية تقول في مجملها: لن نستطيع فهم الغاز الحاضر .. إلاّ بالتنقيب في كهوف الماضي ..
عرض الراوي حقبة مهمة جداً في تاريخ نضال الحجاز غيبها الكثير ..
عرض الرجل المسلم الحجازي كما ينبغي أن يكون
وبما يليق بتاريخه المشرف .. كما اشار الى نقاط مهمة جدا، واحدة منها تشير إلى اهمية اتحاد الأيدي المسلمة ..


الرواية مميزة جدا بأسلوبها الراقي السامي .. الممتع الجذاب .. كما انها محترمة جدا في افكارها والفاظها .. الرواية مناسبة لكل الطبقات والفئات العمرية والتوجهات فمن استطاع ان يفهم ما بين السطور سيتمتع كثيراً ومن فهم ظاهر النص سيستمتع ايضاً ..عدد صفحاتها قليل 173 صفحة ..
قرأتها فيما يقارب الثلاث ساعات لذلك استمتعت كثيراً بترابط الأفكار والعرض المشوق الجميل..


إلا انني تمنيت لو أن د.منذر اضاف بعض اللمسات الفكرية والفلسفية لأن
موضوع الرواية يعتبر بيئة خصبة لمثل هذه اللمسات
وتمنيت ايضاً لو اضاف مادة تاريخية اعمق تكسب الرواية قيمة أكبر ..

كل الشكر والتقدير للدكتور منذر القباني على روايته الرائعة ..

أتمنى أن تقبلوا هديتي الثمينة .. وأن تقرؤها وتعلقوا عليها ..

أول رد .. سيحصل صاحبه على الكتاب هدية مني ;)